اتفاق المياه مع تركيا على أعتاب التنفيذ.. وانتعاش الخزين المائي يعيد الأمل بعد سنوات الجفاف

اليوم, 12:17
704

بعد أعوام من القلق المتزايد بشأن شح المياه وتراجع الخزين الإستراتيجي، تلوح في الأفق مؤشرات إيجابية على أكثر من مسار. 

فمذكرة التفاهم العراقية–التركية الخاصة بملف المياه باتت قريبة من الدخول حيز التنفيذ الكامل، بالتوازي مع موجة أمطار غزيرة أنعشت الخزانات المائية ورفعت مناسيب بحيرتي دوكان ودربندخان، ما يعزز الآمال بتحسن واقع الزراعة والطاقة خلال المرحلة المقبلة.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

استكمال الإجراءات

أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون المياه، طورهان المفتي، أن الاتفاق المائي المبرم بين العراق وتركيا يمر بمرحلته الأخيرة، والمتمثلة باستكمال الجوانب اللوجستية والإدارية بين الجانبين، مشيراً إلى أن إنجاز هذه الخطوات سيتيح دخول المذكرة حيز التطبيق الكامل خلال الفترة القريبة المقبلة.

وأوضح أن هناك تنسيقاً متواصلاً بين بغداد وأنقرة لإنهاء المتطلبات الفنية والإدارية، بما يضمن جاهزية الطرفين للانتقال من مرحلة التفاهمات إلى التنفيذ العملي.

وبيّن المفتي أن مذكرة التفاهم سارت وفق مسار تدريجي، بدأ بتوقيعها على المستوى السياسي العالي العام الماضي، تلاه في تشرين الثاني الماضي الاتفاق على آليات التمويل، وصولاً إلى المرحلة الحالية التي تركز على ترتيب التفاصيل التنفيذية المرتبطة بالمؤسسات المعنية في كلا البلدين.

وأشار إلى أن تعدد الجهات العراقية ذات العلاقة بالاتفاق استدعى تبادلاً للمخاطبات الإدارية، معرباً عن أمله في إنجازها بسلاسة ودون تأخير.

وفي ما يخص مخرجات الاتفاق، لفت المفتي إلى أن الجانب التركي سيضطلع بتنفيذ مجموعة من المشاريع الحيوية في قطاع المياه، تتركز على تطوير البنى التحتية، واستصلاح الأراضي، وإنشاء سدود لحصاد مياه الأمطار، إلى جانب مشاريع مخصصة لمعالجة وتحسين نوعية المياه، بما يسهم في تعزيز الأمن المائي على المدى البعيد.


الأمطار تغيّر المشهد المائي في كردستان

على صعيد متصل، أعلنت وزارة الموارد المائية أن موجة الأمطار الأخيرة أحدثت تحولاً ملحوظاً في واقع الخزين المائي، إذ أسهمت في إضافة نحو 130 مليون متر مكعب إلى مخزون بحيرة دوكان خلال فترة زمنية قصيرة.

وأوضحت أن هذا التدفق أدى إلى ارتفاع منسوب البحيرة بأكثر من متر ونصف، وهو مستوى لم يتحقق خلال سنوات ماضية إلا على مدى موسم كامل، ما يعكس تحسناً لافتاً في الموارد المائية.


انعكاسات إيجابية

وقال مدير سد دوكان، كوجر جمال، إن الزيادة السريعة في الخزين المائي خلال أيام معدودة تبعث على التفاؤل، لا سيما مع التوقعات بموسم مطري جيد خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أن هذا التحسن سينعكس بشكل مباشر على دعم الموسم الزراعي وتعزيز إنتاج الطاقة الكهرومائية.


استثمار الوفرة المائية 

من جهته، دعا الخبير الاقتصادي سوران حمه أمين إلى استثمار هذه الوفرة المائية وفق خطط علمية ومدروسة، محذراً من التفريط بهذه الفرصة. 

وأكد أن الإدارة المستدامة للمياه تمثل عاملاً حاسماً في دعم الزراعة والطاقة وتحقيق التنمية المستدامة، خاصة في ظل التحديات المناخية التي تشهدها المنطقة.