جهود حكومية لمواجهة داء الكلب والحد من مخاطر الكلاب السائبة

اليوم, 19:28
21

في ظل تزايد المخاوف المجتمعية من انتشار داء الكلب وخطورة الكلاب السائبة، أكدت الجهات الرسمية في العراق اتخاذ إجراءات صحية وبلدية للحد من هذا الخطر، مشددة على أن الوقاية المبكرة تبقى العامل الحاسم في إنقاذ الأرواح، بالتوازي مع حملات ميدانية مكثفة للسيطرة على أعداد الحيوانات السائبة، ولا سيما في العاصمة بغداد.

وأعلنت وزارة الصحة، يوم الاثنين، عن توفر المصل واللقاح المضاد لداء الكلب في جميع المؤسسات الصحية في بغداد والمحافظات، محذّرة في الوقت ذاته من خطورة هذا المرض الفيروسي القاتل، الذي لا يوجد له علاج بعد ظهور أعراضه.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، إن داء الكلب يُعد من أخطر الأمراض الفيروسية، مؤكداً أن السلامة الصحية تفرض التعامل مع أي عضة كلب على أنها حالة طارئة تستوجب مراجعة فورية لأقرب مؤسسة صحية، حتى وإن بدت الإصابة بسيطة.

وأوضح البدر أن العلاج الوقائي يمر بعدة مراحل، تبدأ بتنظيف الجرح تنظيفاً جراحياً دقيقاً، ثم إعطاء اللقاح أو المصل المضاد وفق جدول زمني محدد، تبدأ أولى جرعاته خلال دقائق أو ساعات من التعرض للإصابة، مع استمرار المتابعة الطبية لعدة أسابيع. وشدد على أن الوقاية لا تكون فعّالة إلا خلال الساعات الأولى بعد العضة، مشيراً إلى أن الفيروس يصبح قاتلاً بمجرد بدء نشاطه داخل جسم الإنسان، حيث لا يتوفر أي علاج داخل العراق أو خارجه بعد ظهور الأعراض.

وبيّن أن المصاب بداء الكلب قد يعاني من أعراض خطيرة تشمل السعال، والهلوسة، والتهابات الدماغ، والخوف من الماء، وغالباً ما تنتهي الحالة بالوفاة خلال أيام قليلة. وأرجع البدر أغلب الشكاوى الموجهة إلى وزارة الصحة إلى إهمال بعض المصابين مراجعة المؤسسات الصحية مباشرة بعد التعرض للعضة، ما يؤدي إلى فقدان فرصة الوقاية، وبالتالي سوء فهم لدى المواطنين بشأن توفر اللقاحات أو تقصير الجهات الصحية.

وفيما يتعلق بظاهرة الكلاب السائبة، أوضح المتحدث باسم وزارة الصحة أن مكافحتها لا تقع ضمن مسؤوليات الوزارة بشكل مباشر، وإنما تُدار من خلال لجان محلية في كل محافظة برئاسة المحافظ، وتضم في عضويتها الجهات البلدية والأمنية ووزارة الزراعة ودائرة البيطرة، مع مشاركة وزارة الصحة في الجوانب التشخيصية والتوعوية فقط.

وبالتوازي مع ذلك، أعلنت أمانة بغداد عن تنفيذ حملات واسعة للحد من انتشار الكلاب السائبة في العاصمة. وقال المتحدث باسم الأمانة، عدي الجنديل، إن الدوائر البلدية نفذت أكثر من 1500 حملة منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية تشرين الثاني 2025، أسفرت عن إبادة أكثر من 19 ألف كلب سائب في مختلف مناطق بغداد.

وأضاف الجنديل أن هذه الحملات نُفذت بالتنسيق مع وزارة الداخلية ودائرة البيطرة، حيث تولت الأمانة توفير المستلزمات اللازمة، فيما جرى إشراك رماة مختصين وممثلين عن البيطرة لضمان تنفيذ العمليات وفق الإجراءات المعتمدة. وأشار إلى أن الكلاب النافقة يتم رفعها وطمرها في مواقع صحية مخصصة في منطقتي النباعي والنهروان، حفاظاً على الصحة العامة والبيئة.

وفي ختام التقرير، تؤكد الجهات الرسمية أن الحالات المسجلة بداء الكلب في العراق ما تزال محدودة، إلا أن خطورة المرض تستدعي وعياً مجتمعياً أكبر، والتزاماً فورياً بمراجعة المؤسسات الصحية عند التعرض لأي عضة، إلى جانب استمرار الجهود الحكومية لمعالجة ظاهرة الكلاب السائبة والحد من مخاطرها على المواطنين.