مفردة "التطبيع" تخلق جدلاً.. تصريحات لويس ساكو بين التوضيح والرفض الرسمي

اليوم, 19:49
32

أثارت تصريحات بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية، بعد حديثه خلال قداس عيد الميلاد في بغداد، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من الشخصيات الرسمية.

وجاء الجدل عقب استخدام ساكو لمفردة «التطبيع» في سياق حديثه عن الانفتاح والتعايش، وهو ما فُسِّر من قبل بعض الجهات على أنه إشارة إلى التطبيع السياسي مع إسرائيل، الأمر الذي يُعد من أكثر القضايا حساسية في المشهد العراقي، في ظل القوانين النافذة والمواقف الرسمية الرافضة لذلك.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


وفي رد مباشر، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن «التطبيع غير موجود في القاموس السياسي العراقي»، مشددًا على أن العراق يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع “الكيان المحتل”، وأن سياسة الدولة تقوم على احترام القوانين الوطنية، ودعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مع الحفاظ على التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي.

من جانبها، أصدرت البطريركية الكلدانية بيانًا توضيحيًا أكدت فيه أن تصريحات ساكو لم تكن دعوة إلى التطبيع السياسي، بل جاءت في إطار الحديث عن انفتاح العراق على العالم، وتعزيز صورته كبلد للتعدد الديني والحضاري، مشيرة إلى أن ما ورد أُخرج عن سياقه الصحيح.

كما عبّر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن رفضه القاطع لأي طرح يتعلّق بالتطبيع، مؤكدًا أن القانون العراقي يجرّم ذلك بشكل واضح، داعيًا إلى الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية وعدم إثارة قضايا حساسة تمس الرأي العام.

بدورها، شددت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو على أن أي تصريحات قد تُفهم على أنها ترويج للتطبيع لا تمثل موقف الدولة أو الشعب العراقي، مؤكدة التزام العراق التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.

ويعكس هذا الجدل حجم الحساسية بمصطلح “التطبيع” في العراق، كما يسلّط الضوء على أهمية الدقة في الخطاب العام، خاصة في المناسبات الدينية والرسمية، لتجنب التأويلات التي قد تثير انقسامات أو سجالات واسعة في الشارع العراقي.