محاولة تمرير التطبيع تفشل علنًا.. الدولة والمجتمع في مواجهة الخطاب المثير للجدل

اليوم, 18:49
83

أشعلت مفردة “التطبيع” سجالًا واسعًا في المشهد العراقي، بعد أن استخدمها الكاردينال لويس روفائيل ساكو خلال احتفال رسمي بأعياد الميلاد وبحضور رئيس مجلس الوزراء، حيث دعا العراق إلى الانضمام لما يُعرف بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية” باعتباره مهد الأديان، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة وسريعة على المستويين الرسمي والشعبي.


واستُغلت المناسبة الدينية الرسمية لتمرير هذا الخطاب، ما اعتبره مراقبون تجاوزًا حساسًا، خصوصًا أن المفردة ترتبط في الوعي العراقي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما يجرّمه القانون العراقي صراحة.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


السوداني يرد مباشرة


رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني رد بشكل فوري وحاسم على هذا الطرح، مؤكدًا مخاطبًا ساكو أن “التطبيع مفردة غير موجودة في قاموسنا”، في إشارة واضحة إلى الموقف الرسمي الثابت للعراق، الرافض لأي مسار يشرعن الاحتلال أو يفتح باب العلاقات معه.


الصدر يطالب بالمحاسبة: الدعوة للتطبيع جريمة قانونية


وتوالت ردود الفعل الغاضبة، أبرزها موقف زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، الذي شدد على أن الدعوة إلى التطبيع تُعد جريمة وفق القانون العراقي، مطالبًا بمحاسبة كل من يروج لها، ومؤكدًا أنه لا مكان لمثل هذا الخطاب داخل العراق.


رفض مسيحي واسع وتحذير من تحميل المكوّن تبعات فردية


الجدل لم يتوقف عند الإطار السياسي، بل امتد إلى داخل المجتمع المسيحي نفسه، حيث عبّر زعيم كتلة بابليون ريان الكلداني عن رفضه الصريح لهذه الدعوة، واعتبرها متعارضة مع قانون تجريم التطبيع، وتضع العراق في مسار يتنافى مع مواقفه التاريخية الثابتة.


كما صدرت بيانات إدانة متعددة من شخصيات وشرائح مختلفة داخل المجتمع المسيحي، محذّرة من أن مثل هذه التصريحات، الصادرة عن شخصية تمثيلية، قد تنعكس سلبًا على صورة هذا المكوّن الأصيل في العراق، رغم أنها لا تعبّر عن موقفه الحقيقي.



خطة أُجهضت سريعًا


ويرى مراقبون أن ما صدر عن ساكو يمثل محاولة لفتح مسار سياسي جديد تحت غطاء ديني، إلا أنها أُجهضت سريعًا بفعل المواقف الرسمية والشعبية الرافضة، مؤكدين أن ما جرى ينسجم مع مخطط دولي أوسع يسعى لاختراق المواقف الرافضة للتطبيع في المنطقة.


ورغم إصدار ساكو بيان توضيحي لاحق، إلا أن التوضيح – بحسب متابعين – لم يُنهِ الجدل بشكل تام، بل ساهم في توسيعه، ما زاد من حدة الانتقادات وأبقى الملف مفتوحًا على مستويات متعددة.