بوجه "الجولاني" أم "الشرع".. أيادٍ ملطخة بدماء العراقيين على طاولة قمة بغداد!

13:12, 17/04/2025
1 134

منذ سقوط نظام الأسد في سوريا، وسيطرة الجماعات المسلحة على المشهد هناك، وما تلاها من تشكيل حكومة ضمت قيادات متهمة بعمليات إرهابية، سواء كانت داخل سوريا أم خارجها، وضع العراق "فيتو" على الشخصيات التي تولّت الحكم بعد الأسد، وكرر أكثر من مرة عبر تصريحات رسمية وغير رسمية، بأن العلاقات الثنائية بين الجانبين ستبقى حذرة، حتى ان يقول الشعب السوري كلمته وينتخب حكومة وطنية تمثله، بل تحركت جهات وطنية عراقية صوب المحاكم الدولية، لتقديم شكوى ضد الشرع وعصابته، لاتهامهم بعمليات إرهابية ضد المدنيين في العراق.

 

دعوة رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الجولاني لحضور القمة العربية التي من المقرر اقامتها في بغداد خلال شهر أيار المقبل، أثارت غضب العراقيين وبعض الكتل السياسية الوطنية، بسبب تورطه بدماء المدنيين والقوات الأمنية، إضافة الى المجازر التي ارتكبتها العصابات الاجرامية بحق العلويين في سوريا، ليزيد من تأزم العلاقات والدعوات الشعبية المطالبة بالقصاص من الجولاني وعصابته.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

ويرى مراقبون ان توجيه دعوة رسمية الى الجولاني لحضور قمة بغداد، يعتبر استهانة بدماء الأبرياء من المدنيين والقوات الأمنية، الذين وقعوا ضحية العمليات الاجرامية التي نفذتها الجماعات الإرهابية خلال السنوات السابقة، داعين الحكومة الى التريث وإعادة النظر بسياستها مع سوريا، وان تكون مقتصرة على القضايا المصيرية التي تتعلق بالأمن والمياه وضمن حدود واقعية لا تنسى دماء العراقيين.

 

وفي الجانب الآخر، تحولت دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى القمة العربية في بغداد، إلى معضلة سياسية شائكة، فبينما تنقسم الأطراف الداخلية بين معارض لاعتبارات سابقة، أبرزها ارتباطه بتنظيمات إرهابية، ما يجعل حضوره مثار خلاف داخلي، وبين مؤيد تحت بند تجاوز الماضي والتركيز على إنجاح القمة، وسط ترجيحات سورية بتمثيل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، عن الشرع في القمة.

 

وأعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأربعاء، توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري أحمد الشرع للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد الشهر المقبل، مؤكدا أن الشرع مرحب به في العراق. 

                                                        

ويقول عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب حيدر السلامي، أن "حضور الرئيس السوري أحمد الشرع المعروف بـ(الجولاني) إلى العراق لا يسعدنا شخصياً، لكن ترحيب الحكومة العراقية بمشاركته في القمة العربية يُفهم ضمن قاعدة الضرورات تبيح المحظورات"، مبيناً أن "الجولاني بات يمثل سلطة أمر واقع في الشمال السوري، وسوريا تُعد دولة مجاورة ذات حدود طويلة ومتشعبة مع العراق، ما يفرض على بغداد مراعاة التعقيدات الأمنية والسياسية في التعامل مع الملف السوري".

 

ويضيف السلامي، أن "أي خطوة غير محسوبة قد تساهم في تسلل الإرهاب مجدداً إلى الداخل العراقي، خصوصاً مع وجود خلايا نائمة قد تستغل أي ظرف لتنشيط أنشطتها"، لافتاً إلى أن "السماح بحضور الجولاني لساعات معدودة خلال القمة يأتي في سياق تقليل الأضرار المحتملة ومنع تفاقم التحديات الأمنية".

 

وشدد السلامي، على أن "هذا الموقف لا يعني بالضرورة تبني الحكومة أو البرلمان لمواقف الجولاني أو من يمثلهم، لكنه نابع من قراءة عقلانية للواقع السياسي الإقليمي"، وقال: "لسنا بصدد الدفاع عن تصريح السوداني، بل نقدم قراءة موضوعية للواقع في ضوء الاعتبارات الدبلوماسية والأمنية".

 

وحذر السلامي، من "احتمالية حدوث خرق أمني خلال القمة"، قائلاً: "هذا ما لا نتمناه، خاصة أن القمة ستشهد حضور عدد كبير من قادة الدول العربية، وأي اختراق أمني سيكون له تداعيات خطيرة على سمعة العراق وعلاقاته العربية".

 

وختم النائب حديثه بالتأكيد على أن "المصلحة الوطنية العليا تقتضي توخي الحذر الشديد في التعامل مع أي طرف قد يسعى إلى زعزعة استقرار العراق أو التأثير سلباً على أمنه الداخلي".

 

وكانت الجامعة العربية قد استجابت لطلب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بعقد القمة العربية المقبلة في بغداد، والذي تقدم به خلال قمة الرياض في آيار مايو عام 2023، وأكد السوداني، في وقت سابق، أن بغداد ستكون منبراً لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مجدداً التزام العراق بدعم القضايا العربية، والعمل على إنجاح القمة، وتقديمها منصةً لتحقيق الاستقرار والتنمية.