بغداد على عرش العرب.. العراق يعود إلى صدارة القرار الإقليمي

اليوم, 12:05
1 579

مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية الرابعة والثلاثين في العاصمة بغداد يوم السبت المقبل، تتجه أنظار العالم العربي نحو هذا الحدث الذي يُعد الأكبر على مستوى العالم العربي، وتسعى الحكومة العراقية من خلاله إلى تعزيز مكانة العراق دبلوماسيًا وترسيخ صورته كدولة مستقرة ومنفتحة على محيطها.

 

وقال مستشار رئيس الوزراء عادل الهلالي، إن "القمة العربية لها مردودات إيجابية كبيرة للعراق، واحدة من هذه الإيجابيات هي أن تُعيد العراق لاعبًا إقليميًا ودوليًا، وتُعيد العراق فاعلًا كبيرًا جدًا في رسم أو المشاركة في رسم الشرق الأوسط الجديد".


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

وأضاف أن "هناك تحديات ضخمة وكبيرة: أمنية، سياسية، اقتصادية، وتحديات فيما يخص المناخ والتغير المناخي وأزمة المياه، فبكل تأكيد سوف تمنح القمة العرب الحق في أن يكون زعيمًا لها لعام كامل، وهذا من الممكن أن يوفر للعراق فرصة أن يعقد اتفاقات وشراكات ويفتح حوارات مع كتل اقتصادية عالمية كبيرة، نتحدث عن الاتحاد الأوروبي، نتحدث عن البريكس، نتحدث عن المجموعة الإفريقية، عن آسيان، عن غيرها".

 

وتابع أن "هناك رؤية سيطرحها العراق في القمة العربية، وهذه الرؤية تتمظهر في ثلاث مظاهر: المظهر الأول سياسي أمني، والمظهر الثاني تنموي، والمظهر الثالث يتعلق بالبيئة والتغيرات المناخية"، مشددًا على أن "وجود الزعماء والقادة العرب، إضافة إلى الضيوف المشاركين في القمة، يُعد دعمًا كبيرًا جدًا للعراق، وجواز مرور نحو أن يكون فاعلًا أساسيًا في المشهد السياسي والاقتصادي العالمي والإقليمي".

 

الاستعدادات الأمنية واللوجستية

 

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الداخلية عن تنفيذ خطة أمنية متكاملة لتأمين القمة، تشمل تأمين مطار بغداد الدولي، ومداخل العاصمة، والمقار المخصصة لإقامة الوفود، بالإضافة إلى المسارات المخصصة لتحركات المشاركين.

 

كما تم تخصيص 600 ضابط ومنتسب لتأمين الحماية الشخصية للوفود العربية المشاركة، و100 ضابط لإشراكهم في المواكب الأمنية للوفود، فضلاً عن وجود 3 آلاف كاميرا ستكون في مركز العمليات، وسيجري إشراك طيران الجيش لتأمين سماء العاصمة بغداد.

 

وكثّفت الحكومة تحضيراتها اللوجستية استعدادًا لاستقبال القمة، حيث شملت الإجراءات تأهيل مطار بغداد الدولي عبر تنفيذ 26 مشروعًا تطويريًا، كما أُجريت تحسينات على الطرق والممرات المؤدية إلى موقع القمة، فضلًا عن تأهيل عدد من الفنادق والمناطق التراثية في قلب العاصمة، في محاولة لإظهار بغداد بحلّة جديدة.

 

وتُعقد القمة تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية"، بالتزامن مع انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة، في حدث مزدوج يُجسد أهمية الدمج بين البُعدين السياسي والاقتصادي في التعامل مع تحديات المنطقة الراهنة.

 

ومن أبرز الملفات المطروحة على جدول أعمال القمة: القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، وملف السودان، فضلاً عن التحديات الاقتصادية التي تواجه عددًا من الدول العربية، كما ستتناول القمة ملفات الأمن القومي العربي، وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وبناء القدرات العربية في مجال الأمن السيبراني.

 

ويرى مختصون أن استضافة بغداد للقمة العربية الرابعة والثلاثين خطوة مهمة في مساعي العراق لتعزيز دوره في العمل العربي، وإثبات قدرته على إدارة ملفات دبلوماسية إقليمية كبرى.