ملايين الزائرين يُحيون عاشوراء في كربلاء.. وركضة طويريج تسجّل حضورًا تاريخيًا

اليوم, 15:28
1 031

شهدت مدينة كربلاء المقدسة هذا العام واحدة من أعظم مشاهد إحياء ذكرى عاشوراء في تاريخها الحديث، حيث احتشد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وسط استعدادات أمنية وخدمية واسعة، توّجت بـ"ركضة طويريج" التي سجّلت مشاركة غير مسبوقة.


وواصل الزائرون توافدهم منذ الأيام الأولى من شهر المحرّم، قاطعين آلاف الكيلومترات مشيًا على الأقدام، تلبيةً لنداء "يا حسين"، في مشهد إيماني يعكس عمق الارتباط العقائدي والروحي بالإمام الشهيد وأهل بيته.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



كما سجّلت الجهات الرسمية مشاركة آلاف الزائرين من دول عدة، أبرزها إيران، لبنان، باكستان، البحرين، والهند، إلى جانب الجاليات الإسلامية القادمة من أوروبا وأمريكا، ما عزز الطابع العالمي للشعائر الحسينية، وحوّل كربلاء إلى نقطة التقاء أممية.


 


تنظيم أمني وخدمي واسع


وعملت الجهات الأمنية والحكومية، وفي مقدمتها وزارات الداخلية والدفاع والنقل والصحة وهيئة الحشد الشعبي، بالتعاون مع العتبتين الحسينية والعباسية، على تنفيذ خطة متكاملة لتأمين الزائرين، ونشر عشرات الآلاف من عناصر الأمن والدفاع المدني، إلى جانب آلاف المفارز الطبية وفرق الإسعاف والطوارئ.


كما تم نشر آلاف المواكب الحسينية على امتداد الطرق المؤدية إلى كربلاء لتقديم الطعام والشراب والخدمات للزائرين، في مشهد تعبوي يعكس تضامنًا شعبيًا نادرًا.



ركضة طويريج الخالدة


وفي ظهر العاشر من محرم، انطلقت ركضة طويريج التقليدية من منطقة قنطرة السلام، شرق كربلاء، بمشاركة مئات الآلاف، نحو ضريح الإمام الحسين عليه السلام، في تكرار رمزي لانطلاق أهالي طويريج (الهندية) نصرةً للإمام الحسين عليه السلام، بعد علمهم باستشهاده.


وشهدت الركضة هذا العام تنظيمًا عاليًا من قبل العتبتين الحسينية والعباسية، حيث جرى فتح منافذ جديدة للمشاركة، وتوسيع الساحات المؤدية إلى الحرمين، بالإضافة إلى نشر فرق تطوعية لتنظيم مسارات الجموع وتقديم الإرشادات الصحية والوقائية، ما أسهم في نجاح الركضة رغم الزخم الكبير.


وقال مسؤولون في العتبة الحسينية إن المسارات الجديدة التي أُضيفت هذا العام أسهمت بشكل كبير في منع الازدحامات والاختناقات، إلى جانب استخدام الطائرات المسيّرة والكاميرات لمراقبة حركة الجموع وتحديد مناطق الضغط.



لم تكن زيارة عاشوراء مجرد مناسبة دينية أو شعائرية، بل كانت تعبيرًا وجدانيًا جامعًا عن الحزن، والولاء، والتجديد الروحي لقضية خالدة يتوارثها المحبّون جيلًا بعد جيل. وتحوّلت كربلاء في هذه الأيام إلى منبر حيّ للحرية والكرامة والمبادئ الحسينية التي تتمثل بالعدل ورفض الظلم.


وتُمثّل هذه المشاركة المليونية في عاشوراء شهادة حية على أن كربلاء أصبحت القلب النابض للهوية الإسلامية الجامعة، ومرآة لتلاحم الشعوب حول مبادئ سامية تتجاوز الطائفة والحدود، كما تؤكد قدرة العراق، شعبًا ومؤسسات، على تنظيم أكبر المناسبات الدينية بروح تطوعية وأمنية عالية الكفاءة.