"إسرائيل" في مرمى الغضب العالمي.. طرد سياح وعقوبات مرتقبة وعزلة تتسع
ملامح موازنة 2026.. نهاية للاقتراض العشوائي وبداية لعصر الإيرادات الذاتية
رواتب كردستان "تحت مجهر" بغداد.. هل ينهي الاتفاق عهد الفساد والسرقات في الأقليم؟
العراق في "قبضة الجفاف".. كيف سيتم انقاذ ما تبقى من المياه؟
ملامح موازنة 2026.. نهاية للاقتراض العشوائي وبداية لعصر الإيرادات الذاتية
بعد أكثر من 80 يوماً من التأخير، عادت الرواتب لتحرّك الأسواق في مدن إقليم كردستان، مع صرف مستحقات شهر أيار، في خطوة أولى نحو تهدئة أزمة طال أمدها، وتسببت بركود اقتصادي وشلل شبه تام في الحياة العامة.
ويُنظر إلى الاتفاق على أنه بداية لاستعادة الثقة بين بغداد وأربيل بعد سنوات من التوترات، إذ ينص على التزام الإقليم بتسليم 230 ألف برميل نفط يومياً إلى شركة "سومو"، و50 ألف برميل أخرى للاستهلاك المحلي، مقابل تمويل منتظم لرواتب الموظفين، وبسعر 16 دولاراً عن كل برميل يُسوّق، سواء نقداً أو عيناً، وفقاً لتعديلات قانون الموازنة.
ويمتد الاتفاق لعام كامل، حتى إقرار موازنة 2026، ويتضمن التزامات متبادلة أبرزها التزامات مالية ونفطية دقيقة.
الالتزام مقابل الاستمرار
عضو اللجنة المالية النيابية، سوران عمر، أكد أن استمرار بغداد بصرف الرواتب مرهون بالتزام أربيل الكامل ببنود الاتفاق، مشيراً إلى أن على حكومة الإقليم تحويل 120 مليار دينار من الإيرادات الداخلية شهرياً، وتسليم الكميات النفطية المتفق عليها، لتتمكن وزارة المالية الاتحادية من الإيفاء بالتزاماتها في المواعيد المحددة.
وأشار عمر إلى أن رواتب الأشهر القادمة مؤمَّنة من حيث المبدأ، لكن نقص السيولة وغياب الالتزام قد يعرقل العملية من جديد.
وكانت مدن كردستان، وعلى رأسها السليمانية وحلبجة، قد شهدت في الأشهر الماضية احتجاجات وإضرابات في القطاعين التعليمي والحكومي، بسبب تأخّر صرف الرواتب وفقدان الثقة بآلية التمويل.
وبحسب قانون الموازنة الاتحادية للأعوام 2023 – 2025، يُخصص للإقليم ما نسبته 12.67% من الإنفاق العام، مقابل تسليم 400 ألف برميل يومياً لـ"سومو"، وتحويل الإيرادات غير النفطية من ضرائب ورسوم وكمارك.
زيارة اتحادية مرتقبة
من جانبه، كشف عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، وفا محمد كريم، عن زيارة مرتقبة لوفد من الحكومة الاتحادية إلى أربيل خلال اليومين المقبلين.
وأشار إلى أن الوفد سيجري جولة تفقدية في الحقول النفطية للوقوف على الأضرار التي لحقت بها جراء الهجمات الصاروخية الأخيرة، وتحديد موعد استئناف التصدير الكامل.
وأكد كريم أن قوائم رواتب شهر حزيران قد أُرسلت فعلياً إلى وزارة المالية، ومن المتوقع صرفها خلال أيام بعد استكمال التدقيق.
دعم أمريكي لحل الأزمة
الخبير الاقتصادي فرمان حسين أشار إلى أن الأزمة تتجه نحو الانفراج الكامل، لافتاً إلى وجود "ضغوط مباشرة من وزارة الخارجية الأمريكية على حكومتي بغداد وأربيل لتثبيت الاتفاق وضمان استمرار صرف الرواتب".
وأضاف أن الحقول النفطية ستعود إلى العمل خلال 30 يوماً، وأن حكومة الإقليم ستحوّل مبلغ 120 مليار دينار إلى بغداد خلال يومين، ما يمهد لصرف رواتب حزيران نهاية الأسبوع الحالي، يتبعها تموز وباقي الأشهر بشكل منتظم.
مليون موظف بانتظار الاستقرار
وتبقى الأنظار شاخصة نحو الأيام المقبلة، مع ترقّب أكثر من مليون موظف كردي لعودة الاستقرار المالي بعد سنوات من الاضطرابات، فيما يأمل المواطنون أن لا تتحوّل الرواتب إلى أداة ضغط سياسي، بل إلى حق مضمون ينعكس إيجاباً على حياة الناس واقتصاد الإقليم.