من البصرة تبدأ الرحلة.. المندلاوي يطلق شرارة "الأساس": مشروع يعيد الأمل ويكسر معادلة "الانقسام"

اليوم, 11:41
1 165

حين تفقد السياسة معناها وتغرق الدولة في فوضى الشعارات الانتخابية، انطلقت أولى ملامح مشروع سياسي وطني جديد حمل اسم "ائتلاف الأساس العراقي"، أعلنه محسن المندلاوي ليس كتحالف انتخابي عابر، بل كمنعطف في التفكير السياسي يسعى لإعادة تعريف الدولة، واستعادة المعنى الحقيقي للسياسة، باعتبارها خدمة وموقفاً ومسؤولية.

 

في لحظة سياسية مشحونة بالقلق وفقدان الثقة، جاء خطاب المندلاوي من قلب الجنوب، محمّلاً برؤية تتجاوز الحسابات التقليدية نحو بناء دولة حديثة تستند إلى القيم الأخلاقية والعدالة الاجتماعية، لا إلى الشعارات المؤقتة أو الخطابات الشعبوية، لم يكن المهرجان الانتخابي في البصرة مجرد افتتاح لحملة، بل بدا كإعلان تأسيسي لمرحلة جديدة تُعيد الاعتبار للمواطن، وتضعه في مركز القرار.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

في ساحة مكتظة بالمواطنين ومرشحي التحالف وأبناء البصرة، تحدث المندلاوي بلغة القائد لا السياسي، مستعرضاً ملامح مشروعه الإصلاحي الذي يضع الإنسان في قلب الدولة، ويحوّل الوعود إلى أفعال، وجعل من البصرة، بما تمثله من ثقل اقتصادي وجغرافي وتاريخي، نقطة انطلاق لنهضة شاملة، قائلاً بوضوح: "من هنا يبدأ العراق الجديد".

 

المندلاوي أكد أن ائتلاف الأساس العراقي لم يُنشأ من أجل التنافس على مقاعد البرلمان، بل لإعادة صياغة الحياة السياسية وفق مبدأ الانتماء للوطن وحده، مشدداً على أن التحالف يمثل صوت الأغلبية الصامتة التي سئمت الانقسامات وتبحث عن الاستقرار والكرامة والسيادة، وأوضح أن تحالفه اليميني المحافظ ينطلق من رؤية واضحة لبناء "دولة حضارية بقيم أخلاقية"، دولة يسودها القانون وتعلو فيها كرامة المواطن على كل اعتبار.

 

وخلال كلمته، أعلن المندلاوي أنه سيتولى الإشراف المباشر على مشروع محطة التحلية الكبرى في البصرة، مؤكداً أنها ستكون الحل الجذري لأزمة المياه التي أنهكت المحافظة لسنوات، وستجعل البصرة نموذجاً وطنياً للتنمية المستدامة، وأوضح أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية اقتصادية متكاملة تجعل من البصرة “مصدراً للطاقة ومعبراً للتجارة”، مركزاً استراتيجياً لإحياء الاقتصاد الوطني وتفعيل دوره الإقليمي والدولي.

 

وفي سياق حديثه، وجّه المندلاوي رسالة واضحة بشأن ملف خور عبدالله، معلناً موقفاً حازماً ضد أي مشروع ينتقص من السيادة العراقية على مياهها الإقليمية، وقال إن "السيادة ليست ورقة تفاوض، بل قدر وكرامة"، مؤكدًا أن تحالف الأساس سيقف سدًّا منيعًا أمام أي محاولة لتقزيم العراق أو التفريط بحقوقه.

 

كما طرح المندلاوي رؤية متكاملة لإصلاح النظام الصحي والتعليمي، مشدداً على أن كرامة المواطن تبدأ من المستشفى والمدرسة، وأكد عزمه على تأسيس نظام صحي يضمن الرعاية لكل عراقي، وإطلاق حملة وطنية لإعادة النظر بالمناهج الدراسية وتنقيتها من الأفكار الدخيلة، وإبعاد التعليم عن الصراعات السياسية والانقسامات الأيديولوجية، وقال إن المدرسة يجب أن تكون "بوابة العقل لا بوابة الحزب"، مشدداً على أن بناء الأوطان يبدأ من بناء الإنسان.

 

وفي حديثه عن فلسفة التحالف، أوضح المندلاوي أن العراق بحاجة إلى مسار ثالث يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بين قيم الدين والتقاليد من جهة، والانفتاح على العلوم والتقنيات الحديثة من جهة أخرى، وأضاف: "لقد تعب العراق من التطرفين، من العنف باسم الدين، ومن القطيعة باسم التقدم. نحن طريق الاعتدال والقوة، طريق الدولة التي تُصلح لا تهدم، وتبني لا تُقسم".

 

ولم يكتفِ المندلاوي بالحديث عن الإصلاح النظري، بل أكد أن الدولة القوية تُبنى بفرض القانون والعدالة، وأن الأساس الذي يؤمن به تحالفه هو أن الضعيف قوي بالقانون، والقوي ضعيف أمامه، داعياً إلى بناء مؤسسات تحمي المواطن وتعيد للدولة هيبتها المفقودة.

 

خطاب المندلاوي في البصرة لم يكن خطاب حملة انتخابية عابرة، بل بدا كوثيقة تأسيسية لمشروع وطني شامل يعيد الأمل للناس ويمنح السياسة معناها الحقيقي. فبعد سنوات من التشرذم وفقدان الثقة، جاء تحالف الأساس ليقدّم بديلاً جديداً: عراق قوي، بسيادته، بخدماته، وبقوانينه. ومع تصاعد الزخم الجماهيري حول الائتلاف في محافظات الجنوب، تزداد التوقعات بأن يكون هذا التحالف المفاجأة الكبرى في الانتخابات المقبلة، مستفيداً من وعي شعبي متنامٍ يبحث عن منقذ وطني يملك الجرأة والقدرة والرؤية.

 

وفي ختام المهرجان، وجّه المندلاوي نداءً مؤثراً للعراقيين قال فيه: "نحن لا نطلب أصواتكم، بل نطلب شراكتكم في بناء وطنكم. لا نريد أن نفوز بالانتخابات، بل نريد أن يفوز العراق".

 

ثم تابع قائلاً: "من هنا، من البصرة، نعلن ولادة الأساس الجديد للدولة العراقية… دولة تحكمها القوانين، وتنهض بعقول شبابها، وتحمي كرامة مواطنيها. نحن الأساس، وأنتم البناء".

 

ويرى مراقبون أن خطاب المندلاوي في البصرة لم يكن مجرد إعلان انطلاق حملة انتخابية، بل بمثابة إشعار بتحول نوعي في المزاج السياسي العراقي، إذ قدّم مشروعاً يحمل رؤية يمينية محافظة تجمع بين القيم الوطنية والبرامج الاقتصادية الواقعية، فـ «ائتلاف الأساس العراقي» يقدّم نفسه اليوم كبديل وطني معتدل يبتعد عن الاستقطاب العقائدي والطائفي، ويراهن على الأغلبية الصامتة التي تبحث عن الاستقرار والتنمية والكرامة.

 

هذا التحالف، الذي يضم شخصيات ذات خلفيات أكاديمية وخبرات تنفيذية، يبدو قادراً على إعادة رسم خارطة التوازنات السياسية، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي تعاني من تحديات مزمنة في الخدمات والفرص والحوكمة. ومع تركيز المندلاوي على ملفات الماء والصحة والتعليم، فإنه يوجه رسائل مباشرة إلى الطبقات الشعبية التي تريد حلولاً ملموسة لا شعارات.

 

ووفقاً لردود الأفعال الأولية في الشارع البصري وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن تحالف الأساس يسير بخطى متصاعدة نحو موقع متقدم في السباق الانتخابي المقبل، مستفيداً من ما يُنظر إليه كـ"إرهاق شعبي" من التجارب الحزبية السابقة، ورغبة متزايدة في التجديد ضمن إطار وطني جامع.

 

وفي ضوء ذلك، يرى المتابعون أن المندلاوي، بخلفيته الهادئة ونهجه الإصلاحي، قد ينجح في تحويل ائتلاف الأساس العراقي إلى قوة انتخابية فاعلة تمهد لمرحلة سياسية جديدة عنوانها: الواقعية، السيادة، وبناء الدولة الحديثة على أساس من الأخلاق والكفاءة.