"إنفاق منفلت".. حملات انتخابية تُقصي المستقلين وتكرّس "سطوّة" الأحزاب المتنفذة
أبرزها قانون الحشد.. إنهاء مبكر للفصل التشريعي وسط غياب التوافق السياسي حول القوانين
شبح الحرب يلوح في كشمير.. الهند تبدأ الإخلاء وباكستان تحذر من مواجهة نووية
تحذيرات من تعطيل البرلمان.. أزمة تشريعية تهدد مصالح المواطنين وقوانين متراكمة على الرفوف
الربط السككي بين بغداد وخسروي.. مشروع استراتيجي بين فرص العراق ومكاسب إيران
أعلنت سلطات إقليم جامو وكشمير الهندي بدء عمليات إخلاء في عدة مناطق حدودية على خلفية التصعيد العسكري الأخير مع باكستان.
وجاء ذلك في أعقاب عملية عسكرية هندية أطلقت عليها نيودلهي اسم "سيندهور" ردا على هجوم إرهابي في منطقة باهالغام، زعمت الهند خلالها أنها استهدفت فقط قواعد للمسلحين داخل الأراضي الباكستانية دون المساس بالمنشآت العسكرية.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصدر في الشرطة الهندية، أن القصف الباكستاني على طول خطوط التماس، أسفر عن مقتل عشرة أشخاص في إقليم جامو وكشمير الخاضع لسيطرة الهند.
من جانبها، نفت باكستان هذه المزاعم واتهمت القوات الهندية بقصف خمسة مواقع مدنية أدت إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى، فيما وصف رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اتهامات الهند بضلوع إسلام آباد في الهجوم الإرهابي بأنها "افتراءات لا أساس لها".
كما حذرت الخارجية الباكستانية من أن التصعيد الهندي الأخير يقرب البلدين النوويين من حافة مواجهة أوسع، في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجارتين توترا متصاعدا على خلفية النزاع التاريخي حول إقليم كشمير، حيث تتهم كل منهما الأخرى بدعم الجماعات المسلحة واستهداف المدنيين في انتهاك للقوانين الدولية.
وفي كل مرة يشتعل فيها التوتر بين الهند وباكستان، تعود الذاكرة إلى عقود من الصراع الذي لم تهدأ نيرانه منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، فالعلاقة بين الدولتين الجارتين ظلت رهينة لملفات متفجرة، في مقدمتها قضية كشمير، التي تحوّلت إلى رمز لصراع جغرافي وديني وسياسي طويل الأمد، ورغم مرور أكثر من سبعة عقود على الاستقلال، لا تزال الجروح مفتوحة، والحروب السابقة تلقي بظلالها على كل تصعيد جديد، في هذا الموضوع، نعود إلى الجذور التاريخية لهذا الصراع، ونستعرض محطاته الكبرى، لنفهم كيف تشكل الحاضر على أنقاض الماضي؟.
مشكلة كشمير هي أهم المشاكل التي تواجه باكستان اليوم، فإن كشمير وجمو من الناحية الجغرافية تعتبر جزءًا متمِّمًا لباكستان الغربية، أما من الوجهة الاقتصادية فإن كلاهما يعتمد على الآخر، فمثلًا أسواق الفاكهة والخضراوات التي تنمو في كشمير هي روالبندى وسيالكوت بالباكستان الغربية، كما أن المدينتين هما السوق الكبرى للأصواف والسجاجيد التي تُصنع هناك، وأقرب منفذٍ بحريٍّ طبيعيٍّ لتجارة كشمير الخارجية هي كراتشي عاصمة الباكستان.
وكما أن كشمير تعتمد كلية على الباكستان، فإن هذه بدورها تعتمد على الأنهار التي تنبع من كشمير أو التي تمر بأرضها، إذ إن أنهار الباكستان الثلاثة المهمة «السند وجيلوم وشناب» تنبع من كشمير وتصب في الباكستان، ولما كان خط الدفاع الحيوي للباكستان يقوم عند الطريق الحديدية التي تسير بموازاة الطريق البرية التي تبدأ من لاهور وتنتهي عند بشاور مارًّة بروالبندي، فإن احتلال الهند لكشمير يحطم هذا الخط الدفاعي ويهدد كيان الباكستان، وفقًا لما جاء في كتاب تعال معي إلى باكستان"، لفرج جبران.
هذه هي حقيقة الأسباب الاقتصادية والجغرافية التي دعت باكستان إلى التمسك بولاية كشمير والمطالبة بها. فإذا أضفنا العامل الديني وهو تكوُّن غالبية السكان من المسلمين لَأدركنا عمق الخلاف القائم بين الهند وباكستان بسبب كشمير.
وقد زادت السياسة التي سار عليها حاكم هذه الولاية قبيل تقسيم القارة من تعقيد المسألة كما زاد من حدة النزاع عليها بين الهند وباكستان.