إيران تدخل عصر الصواريخ الفرط صوتية وتغيّر قواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني

أمس, 23:15
2 333

في تصعيد جديد ينذر بتغير موازين القوى، أعلنت إيران استخدام صاروخ "فتاح 1" الفرط صوتي في ضرب أهداف صهيونية، هذه الخطوة، وفق مراقبين، تمثل تحديًا حقيقيًا لأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وقد تعيد رسم شكل المعارك في المنطقة.


ما هي الصواريخ الفرط صوتية ولماذا تثير القلق؟

أعلن الحرس الثوري الإيراني، إطلاق صاروخ "فتاح 1" الفرط صوتي باتجاه إسرائيل، رغم أن بعض الخبراء لا يزالون يشككون في مدى فرط سرعته.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



بشكل عام، يُطلق وصف "فرط صوتي" على أي صاروخ تتجاوز سرعته خمسة أضعاف سرعة الصوت.


ورغم أن الصواريخ الباليستية التقليدية تصل غالبًا لهذه السرعة عند التحليق خارج الغلاف الجوي، فإن الأمر لا يتوقف عند السرعة فقط، بل يتعلّق أيضًا بالقدرة على المناورة وتغيير المسار أثناء 

الطيران.


يقول الخبراء إن الصواريخ الفرط صوتية تحتاج إلى أنظمة توجيه متقدمة تجعلها قادرة على الحركة بسرعة عالية وتغيير اتجاهها في الوقت نفسه، مما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة.

ما الفرق عن الصواريخ التقليدية؟


على عكس الصواريخ الباليستية التي تسلك مسارًا يمكن للرادارات وأنظمة مثل "باتريوت" التنبؤ به والتعامل معه، فإن الصواريخ المجنحة والفرط صوتية تُطلق على ارتفاعات منخفضة، ما يُعقد مهمة اكتشافها وإسقاطها.


وبحسب الخبير جاك واتلينغ من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، فإن الصواريخ المزودة بمحرك انزلاقي أسرع من الصوت يمكنها الطيران على ارتفاع منخفض، متجاوزةً أفق الرادارات، ما يترك وقتًا قصيرًا جدًا لاعتراضها.


قدرات إضافية ضمن الترسانة الإيرانية

إضافة إلى "فتاح 1"، تمتلك إيران صاروخين آخرين عاليي السرعة بقدرات مناورة متقدمة، هما "خرمشهر" و"فتاح 2"، واللذان يُعتقد أنهما أصعب بكثير في الاعتراض، إلا أنه لم يتم استخدامهما حتى الآن.



ما الذي يميز الصواريخ الفرط صوتية عن غيرها؟

الصواريخ الفرط صوتية هي تلك التي تتجاوز سرعة الصوت بأكثر من خمس مرات، لكنّ السرعة ليست وحدها ما يجعلها مخيفة. فهذه الأسلحة مجهزة بأنظمة ملاحة متقدمة تمكّنها من تغيير مسارها أثناء الطيران، ما يجعل من الصعب على الدفاعات الجوية التقليدية مثل "باتريوت" اعتراضها.


وعلى عكس الصواريخ الباليستية التي يمكن للرادارات رصدها، فإن الصواريخ الفرط صوتية تُطلق غالبًا على ارتفاع منخفض وبمسارات غير متوقعة، ما يقلل وقت الاستجابة ويزيد من صعوبة التصدي لها.


استخدامات سابقة وتحديات في التصدي

لم تكن إيران أول من استخدم هذه الصواريخ، إذ سبقتها روسيا في حربها على أوكرانيا، وإن كانت قدرات المناورة فيها محدودة. كما استخدمتها باكستان في مواجهة مع الهند، حيث زعمت تدمير منظومة "إس-400" الروسية.


وتسعى دول عدة إلى تطوير وسائل دفاعية مضادة، خصوصًا في الاتحاد الأوروبي، ضمن استعدادات محتملة لمواجهات مستقبلية.


من يمتلك هذه التكنولوجيا المتقدمة؟

بالإضافة إلى إيران، تمتلك دول مثل روسيا، الصين، باكستان، كوريا الشمالية والجنوبية، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، اليابان، وأستراليا هذه الصواريخ المتقدمة. ومع تزايد عدد الدول المالكة لهذه التكنولوجيا، يُتوقع أن تصبح الصواريخ الفرط صوتية أحد أبرز عناصر الردع في النزاعات المستقبلية.