"خسائر موجعة".. إسرائيل تُنهي الحرب بأكبر فاتورة عسكرية في تاريخها الحديث

اليوم, 12:42
1 029

في مشهد تصعيدي حبس أنفاس المنطقة، اشتعلت مواجهة خاطفة بين إيران وإسرائيل كادت أن تُشعل فتيل نزاع إقليمي شامل، بعدما أطلقت تل أبيب ضربتها الاستباقية في محاولة حاسمة لإنهاء التهديد الإيراني النووي والعسكري، بحسب ما تراه تل أبيب. لكن وعلى عكس التوقعات الغربية، لم تنهر طهران، بل ردّت بهدوء القوة وضبط الأعصاب، وفرضت معادلة ردع جديدة أقلقت القيادات الأمنية في إسرائيل وواشنطن على حد سواء.


في هذا التقرير نرصد تفاصيل تلك المواجهة الاستثنائية، ونحلل نتائجها العسكرية والسياسية والاقتصادية، في ضوء مكاسب مفاجئة لإيران، وخسائر موجعة لإسرائيل في الأيام الاثني عشر الأكثر حساسية منذ عقود.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



أهداف معلنة ومكشوفة: إسرائيل تراهن على الحسم


دخلت إسرائيل الحرب بسلسلة أهداف استراتيجية واضحة:


إنهاء البرنامج النووي الإيراني.


تفكيك القدرة الصاروخية الإيرانية التي تهدد العمق الإسرائيلي.


زعزعة النظام من الداخل عبر تمكين قوى المعارضة.


محاولة استهداف المرشد الأعلى – وهو هدف أُحيط بتضارب التصريحات.


استدراج واشنطن إلى تدخل مباشر في الحرب.


فرض معادلة "حرب وجود" لا تقبل التسويات.


إيران ترد: دفاع محسوب وهجوم مؤلم


ردّت إيران سريعًا، واضعة نصب أعينها أهدافًا ذات طابع استراتيجي دفاعي وهجومي:


تثبيت حق الرد وفرض معادلة ردع.


إصابة أهداف داخل إسرائيل، وإسقاط طائرات شبحية أميركية.


امتصاص الضربة وإحباط انقلاب داخلي كان يُحضّر في الظل.


الحفاظ على حياة القيادة العليا وكشف خلايا التجسس الإسرائيلية.


حشد الرأي العام الدولي وتسجيل نقاط دبلوماسية وإعلامية واضحة.


النتائج: نجاح استخباري لإسرائيل مقابل اختراق صاروخي إيراني


أحرزت إسرائيل عدة نتائج بارزة، منها اغتيال قادة وعلماء بارزين، واختراق المجال الجوي الإيراني، وضرب منشآت نووية وصاروخية بدقة عالية، وإشراك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استخباريًا وتقنيًا.


لكن في المقابل، تمكّنت إيران من تحقيق مكاسب نوعية أكثر تأثيرًا:


إسقاط طائرتين F-35 (مع حديث عن رقم غير مؤكد يصل إلى أربع طائرات).


ضرب العمق الإسرائيلي بنجاح رغم كثافة الدفاعات الجوية.


إفشال خطة الإطاحة بالنظام، وكشف شبكات التجسس.


إحداث صدمة نفسية داخل إسرائيل، وخلق ضغط شعبي واسع.


كبح التأثير الكامل للضربات على منشآتها النووية الحساسة.


الخسائر الاقتصادية: الكفة تميل ضد إسرائيل


الخسائر الإسرائيلية: ما بين 12 إلى 20 مليار دولار خلال 12 يومًا، تشمل 400 مليون دولار يوميًا كنفقات تشغيل، و10 مليارات دولار كتعويضات وخسائر مادية.


الخسائر الإيرانية: تقدّر بنحو مليار دولار فقط، رغم شراسة الضربات، في ظل كفاءة عالية في تقليل الخسائر ومنع كارثة نووية.


لم تكن الحرب مجرد مواجهة تقليدية، بل محطة حاسمة كشفت عن تغيّر عميق في موازين القوة. إسرائيل، التي بدأت المعركة في موقع المبادر، وجدت نفسها أمام خصم قادر على الرد، والمناورة، وتحقيق مكاسب على الأرض وفي السياسة والإعلام.


إيران لم تنتصر عسكريًا فقط، بل أعادت تموضعها كقوة إقليمية يُحسب حسابها، وخرجت من هذه الحرب القصيرة وهي تمسك بزمام المبادرة السياسية والعسكرية، في وقت تُجبر فيه إسرائيل على إعادة حساباتها الاستراتيجية.