شنت إسرائيل، اليوم الإثنين، 26 شباط، 2024، غارتين استهدفتا محيط مدينة بعلبك، التي تعد معقل حزب الله الرئيسي في شرق لبنان، وفق ما أفاد مصدران أمنيان، في ضربات هي الأولى في المنطقة منذ بدء التصعيد.
وأسفر القصف عن "مقتل عنصرين من حزب الله"، وفق ما أفاد مصدر أمني ثان فرانس برس.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته المقاتلة قصفت دفاعات جوية لحزب الله في وادي البقاع بلبنان، موضحا أن الضربات جاءت ردا على إسقاط إحدى مسيراته
وتعد الضربات أول استهداف إسرائيلي لحزب الله خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين على وقع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وفي يناير، استهدفت اسرائيل شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، أسفرت عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري مع ستة من رفاقه.
وجاءت الضربات على بعلبك الإثنين بعد وقت قصير من إعلان حزب الله إسقاط "مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمس 450 بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح" الواقعة على بعد قرابة 20 كيلومتراً من الحدود.
ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيداً بين حزب الله وإسرائيل.
ويعلن حزب الله استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة و"إسناداً لمقاومتها".
ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف "بنى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.
وشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيداً كبيراً في 14 شباط/فبراير مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل، إضافة الى إصابة خمسة عناصر من حزب الله، بينهم مسؤول عسكري. وجاء ذلك بعيد مقتل جندية إسرائيلية بصاروخ اطلق من جنوب لبنان ولم تتبن أي جهة المسؤولية عنه.
ودفع التصعيد خلال أكثر من أربعة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم.
وفي لبنان نزح أكثر من 89 ألفاً من بلداتهم خصوصاً الحدودية، في حين أسفر التصعيد عن مقتل 280 شخصاً على الأقل، بينهم 193 مقاتلاً من حزب الله و44 مدنياً، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.
وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وتسعة مدنيين.
وأثار التصعيد خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود الى مواجهة واسعة بين حزب الله وإسرائيل، اللذين خاضا حرباً مدمرة صيف 2006.
ويكرر حزب الله التأكيد على أن وقف اسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان.
إلا أن إسرائيل قالت الأحد على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت إن العمليات الإسرائيلية ضد حزب الله لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة.