تهجير قسري وانتهاك للسيادة العراقية .. تركيا توسع توغلها وتبني 74 قاعدة عسكرية في أراضي كردستان

13:30, 15/10/2024
1 419

بين الحين والأخر، يفتح الاحتلال التركي طرقاً عسكرية جديدة، داخل الأراضي العراقية ضمن محاولات انتهاك السيادة، لنقل الاليات وافواج المشاة من المحافظات التركية الى إقليم العراق، ناهيك عن تهجير ونزوح المئات من أهالي القرى الحدودية وتجريف الاف المزارع والغابات وقطع الكثير من الأشجار الطبيعية التي يمتد عمرها لآلاف السنين. 

القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني محمود خوشناو يرى أن جيش الاحتلال التركي يحاول تخويف المواطنين حتى يهجروا من مناطقهم وقراهم الحدودية، من خلال انشاء نقاط تفتيش في المناطق المسيطر عليها لترويع المواطنين. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

ويقول خوشناو، أن "هناك قواعد عسكرية أنشأت على الحدود العراقية التركية وتمتد إلى داخل أراضي كردستان بعمق يصل إلى 200 كيلومتر، فضلا عن الطيران المسير الذي يستهدف القرى في قضاء بنجوين التي تبعد عن الحدود التركية العراقية بـ 350 كم". 

تركيا تعمل بمسارين في العراق 

ويضيف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أن "تركيا تستخدم حزب العمال الكردستاني كذريعة لتنفيذ أجندة توسعية"، مبينا أن "الأعلام التركية ترفرف فوق الأراضي العراقية بعمق 30 كيلومترا وفي عرض أكثر من 50 كيلومترا وتوجد أكثر من 60 قاعدة عسكرية تركية داخل الأراضي العراقية لها نشاطات، وهذا دليل على أن تركيا تعمل بمسارين، مسار عسكري ومسار سياسي للتدخل بالمعادلة السياسية العراقية".  

ويلفت خوشناو الى، أن "تركيا تمادت كثيرا في العراق ولها أطماع توسعية كما ان لها وجهات نظر واضحة وتريد الاستحواذ على أكثر مساحة ممكنة من الاراضي العراقية وهذا بحد ذاته مؤشر سلبي". 

ويدعو خوشناو الحكومة العراقية إلى "أخذ هذه الأفعال بنظر الاعتبار والبدء بعمليات لتحرير الاراضي العراقية، على أن تكون هذه المحاولات عبر جهودها الدبلوماسية  وعن طريق قنوات أخرى بالتعاون مع حكومة الاقليم لأن ذلك يضرب الدولة العراقية". 

ويشير خوشناو الى، أن "هناك تجريفاً للقرى وقواعد عسكرية واستحواذ على ممتلكات المواطنين العزل في المناطق الحدودية وإخلاء قرى كبيرة وعددها كثير". 

 

طرق عسكرية لنقل الاليات والجنود 

بدوره، يكشف المعارض السياسي جمعة كريم، ان المطامع التركية ليست جديدة في العراق وإنما تعود إلى العهد العثماني وخاصة بعد طرد العثمانيين من العراق ولحد الآن يريدون الرجوع إلى العراق وخاصة محافظة الموصل لأحياء الميثاق الملي التركي. 

ويقول كريم أن "التعرضات والهجوم في شمال العراق هو تمهيد لاحتلال أكثر ومناطق أكثر وأحياء حلمهم القديم العثماني"، مبينا أن "المطامع في العراق لها تأثيرات وتداعيات غير جيدة على مستقبل كردستان وخاصة الاحتلال في مناطق زاخو ودهوك والقرى المتاخمة للحدود والاقضية والنواحي". 

ويشير كريم الى، "وجود اكثر من 50 قرية حدودية طرد سكانها وافرغت من السكان الأصليين بحجة الهجوم على القوات المعارضة في شمال العراق، وهذه القرى لديها غابات وفيها بساتين واشجار مثمرة، أحرقت عشرات الآلاف من الدونمات من الغابات وكل هذا له تأثير على البيئة في شمال العراق وليس فقط إحراق الأشجار وإنما رأينا سرقة أشجار العراق وأخذها إلى داخل تركيا". 

ويلفت كريم الى، أن "الاحتلال التركي اقام نقاط عسكرية ويسأل عن الهويات للمواطنين العراقيين ومنعهم من الوصول إلى غاباتهم وإلى بساتينهم وهذا انتهاك صارخ للقوانين الدولية والسيادة العراقية". 

 

74 قاعدة تركية في كردستان 

الى ذلك، يقول المعارض الكردي أوميد محمد، إن جيش الاحتلال التركي عندما يدخل في أي منطقة وأي أرض يعتبرها أرضه، فيما أشار الى أن الاتراك يسيطرون على أكثر من ربع محافظة دهوك. 

ويذكر محمد انه "توجد في اقليم كردستان 74 قاعدة عسكرية وبشكل معلن والحزب الديمقراطي الكردستاني متعاون مع تركيا بشكل واضح صريح وحتى من النواحي الأمنية هم متفقين ومنسقين". 

ويتابع، "اما المناطق والغابات التي جرفت والاضرار البيئية التي طالت أكثر من مئات آلاف الدونمات من الغابات التي قطعت او سرقت او احرقت وهذا التخريب في كردستان من قبل تركيا وبمساعدة الآخرين وهذا يؤدي إلى أضرار بيئية كبيرة على المدى البعيد ولا يمكن إصلاحها إلا بعد عشرات السنين وأيضا تم فتح طرق عسكرية بين محافظة دهوك وتركيا".  

ويدعو محمد، الحكومة الاتحادية إلى "التدخل وبشكل عاجل لإنهاء التوغل التركي والضغط على تركيا وعلى الديمقراطي الكردستاني لوقف هذه الاعتداءات وهذه التدخلات التركية على أراضي إقليم كردستان".

تركيا تفرض مصالحها على المجتمع الدولي  

الى ذلك، يرى المعارض السياسي لقمان حسن، أن تركيا تعتبر نفسها دولة إقليمية قوية لكن في نفس الوقت تعاني من مشاكل داخلية منها السياسية والاقتصادية وهذا احد أسباب توغلها في إقليم كردستان وبعد انهاء مدة معاهدة لوزان. 

ويقول حسن إنه "من المحتمل ان تتغير الخارطة السياسية للمنطقة ومن الممكن ان يكون هذا الاحتلال امرا واقعا وتفرض تركيا مصالحها على المجتمع الدولي". 

ويردف قائلاً: إن "تركيا تحاول ان تضم مناطق واسعة من الإقليم اليها اذ تعتبرها بالأصل أراضي تركية وهذا غير مقبول بالاستيلاء على الأراضي العراقية وبات التوغل التركي يؤثر سلبا على الحياة المعيشية والاجتماعية والبيئية في إقليم كردستان".  

 

650 قرية تحت سيطرة الجيش التركي في العراق 

وفي سياق متصل، يقول عضو المكتب الإعلامي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني هيوا محمد إنه "قبل فترة عندما زار الرئيس التركي بغداد تم ترتيب بعض الأمور وجرت الاتفاقيات على القضايا الأمنية وأن التوغل التركي داخل العراق كانت ذريعته حماية تركيا من حزب العمال الكردستاني وبعد ما تم الاتفاق بين تركيا وحكومة إقليم كردستان اخذوا الضوء الأخضر للدخول إلى الإقليم". 

ويضيف محمد، أن "أكثر من 650 قرية تحت سيطرة الجيش التركي والقصف التركي وانشاء نقاط التفتيش والمراقبة بل وحتى مراقبة تحركات اهالي القرى واذا أرادوا الخروج من قراهم لا يخرجون الا بإجازة من القوات التركية الموجودة هناك (الاستخبارات والمخابرات)"، مبينا أن "اكثر المناطق التي يتمركز فيها عدد هائل من الجيش التركي في إقليم كردستان هي محافظة دهوك ويسيطرون على الجبال والوديان جميعها بذريعة إنهاء عناصر حزب العمال الكردستاني وفي الحقيقة هي بعيدة عن هذا الهدف وهم لديهم نوايا غير العمال الكردستاني وسوف يحققوها في المستقبل".  

 

توغل تركي بعمق 40 كيلو متر  

بدوره، يرى القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي ان "مطامع تركيا تصل الى كركوك ونينوى مرورا بأراضي إقليم كردستان أي بمحافظة دهوك وأربيل"، مبينا أن "تركيا تعتمد على اتفاقيات قديمة وبذريعة وجود حزب العمال الكردستاني يريد احتلال أراضي العراق والتوسع عليها لكن المطامع الأكبر هي محافظة كركوك ونينوى". 

ويذكر السورجي ان "هناك أكثر من 500 قرية تم تركها ونزح أهلها إلى المدن جراء القصف التركي و القتال بين حزب العمال الكردستاني وبين جيش الاحتلال التركي والقرى التي نزحت خوفا من القصف التركي العشوائي عبر الطائرات المسيرة ومدافع بعيدة المدى وحتى اغتيالات حصلت في هذه القرى وأغلب القرى التي تم تركها كانت في محافظة دهوك". 

ويشدد على ان "تركيا توسعت أو توغلت بعمق اكثر من 40 كيلومتر وتوجد ايضا مقرات وثكنات وقواعد عسكرية والتوغل التركي داخل الحدود سبب بتجريف المزارع والأراضي الزراعية وتركيا قامت بقطع الأشجار الطبيعية وسرقتها وارسالها الى المحافظات التركية وهذه تعد جريمة بحق البيئة وفي كل القوانين الدولية وانها تؤثر على بيئة تلك المناطق". 

ويلفت الى، أن "الجيش التركي فتح طريق عسكري للتوغل أكثر في إقليم كردستان، وتركيا لها غاية كما أسلفت سابقا وطموحها استرجاع ولاية الموصل وكركوك والاستيلاء على السليمانية ودهوك وأربيل".