أزمة الغاز.. العراق يتحدى التحديات ويوجه استراتيجيات لتأمين استقرار الكهرباء

أمس, 11:57
935

في ظل التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في العراق، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة بوقف توريد الغاز الإيراني، سعت الحكومة العراقية إلى طمأنة المواطنين بشأن استقرار المنظومة الكهربائية خلال الأشهر المقبلة. 

 

حيث أكدت الحكومة أنها تعمل على إيجاد حلول بديلة لضمان استمرارية إنتاج الكهرباء، مع التركيز على تعزيز الشراكات الإقليمية والبحث عن مصادر جديدة للغاز. في الوقت نفسه، عبرت لجنة الكهرباء والطاقة في مجلس النواب عن تفاؤلها بقدرة العراق على توفير الكهرباء خلال الصيف المقبل، رغم التحديات الكبيرة المرتبطة بمصادر الطاقة. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

 

وفي هذا الإطار، قال نائب رئيس لجنة الطاقة النيابية، أمانج محمود، إن العراق قادر على تأمين جزء من الغاز اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية بعد انتهاء فترة إعفاء العراق من استيراد الغاز الإيراني. إلا أنه أضاف أن العراق لا يستطيع توفير جميع احتياجاته من الغاز التي تقدر بحوالي 50 ألف ميغاوات في الصيف المقبل، وأن الحاجة اليومية من الغاز تبلغ 45 مليون متر مكعب، وهو ما يصعب تأمينه في الوقت الراهن. 

 

ورغم التحديات، أكد محمود أن وزارة الكهرباء لديها خطط بديلة لتأمين الغاز لمحطات الكهرباء، بما في ذلك شراء الغاز من تركمانستان.

 

من جهته، أوضح النائب ضياء هندي الحسناوي، أن العراق يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطات الكهرباء، وأن قرار وقف التوريد سيكون له تداعيات خطيرة خاصة مع اقتراب فصل الصيف وزيادة الطلب على الطاقة. 

 

وأكد أن الحكومة تتخذ إجراءات لتقليل تأثير القرار، مثل تنويع مصادر استيراد الغاز، وتعزيز الإنتاج المحلي عبر استثمار الغاز المصاحب، وتسريع تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة. كما أشار إلى أهمية وضع خطة استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.

 

أما الخبير في مجال الطاقة، دريد عبد الله، فأوضح أن هناك عقدًا رسميًا بين العراق وإيران لاستيراد الغاز يمتد حتى مارس 2029، وأن الغاز والكهرباء الإيرانيين سيستمران في الوصول إلى العراق. وأشار إلى أن الاتفاق مع تركمانستان سيبدأ بتوريد نحو 13 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا. وأضاف عبد الله أن الاستثناء الأميركي يقتصر على دعم تحويل عوائد الطاقة المباعة للعراق إلى بنوك غير إيرانية، وليس إلى البنك المركزي الإيراني. 

 

ولفت إلى إمكانية إقناع الإدارة الأميركية بتمديد فترة استيراد الطاقة الإيرانية لمدة عام إضافي، مع البحث عن خيارات بديلة لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني بشكل تدريجي حتى عام 2028.