رغم ضجيج أردوغان الإعلامي.. العراق يُكابد جفافاً غير مسبوق وأيادِ خفية تستغله لتأجيج الشارع

اليوم, 12:43
6

يشهد العراق واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ أكثر من 90 عاماً، وفقاً لتحذيرات أطلقتها وزارة الموارد المائية، ما دفع الشارع العراقي إلى الغليان وسط تزايد المخاوف من تداعيات كارثية بيئية، اقتصادية، وإنسانية. 


وأكدت الوزارة في بيان أن العام الحالي يُعد "الأشد جفافاً منذ عام 1933"، وأن الإيرادات المائية لنهرَي دجلة والفرات لم تتجاوز 27% مقارنة بالعام الماضي.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل


كما أشار البيان إلى أن الخزين المائي الحالي في السدود والخزانات لا يمثل سوى 8% من الطاقة الاستيعابية الكاملة، في انخفاض حاد بنسبة 57% عن السنة السابقة. هذا النقص الخطير بات يهدد تأمين المياه في المحافظات، خصوصاً في الوسط والجنوب، ويهدد النظام البيئي في الأهوار وشط العرب.



ورغم إعلان رئيس البرلمان محمود المشهداني، تلقيه اتصالاً من نظيره رئيس مجلس الأمة التركي نعمان كورتولموش، حول زيادة الإطلاق المائية بعد موافقة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ألا أن أرض الواقع تكشف التهويل المبالغ به بشأن إطلاق تركيا للمياه.



استغلال أزمة المياه التفجير الغضب الشعبي 


في بلدة المجرية شرقي محافظة بابل، خرج العشرات من المواطنين في تظاهرات غاضبة  احتجاجاً على جفاف نهر المجرية، الذي يمثل الشريان المائي الوحيد في المنطقة، في حادثة تضم أيادِ خفية تعتمد تصعيد الأزمة ومنع وصول المياه إلى إلى النهر.


وقال أحد المتظاهرين، حسن الخفاجي، إن الأهالي يواجهون "موتاً بطيئاً"، مطالباً الحكومة بالتدخل السريع والتحرك تجاه دول المنبع. 


موجة التظاهرات لم تقتصر على بابل فقط، بل امتدت إلى محافظات أخرى مثل ميسان، الديوانية، ذي قار، وديالى.


تراجع مياه الشرب... خطر يهدد الصحة العامة

محطات الإسالة، التي تعتمد على الأنهر كمصدر رئيس، أصبحت عاجزة عن تلبية الحاجة المتزايدة لمياه الشرب، ما يهدد الصحة العامة في العديد من المناطق. ودعا النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، إلى عقد جلسة برلمانية طارئة لمناقشة الأزمة، مشيراً إلى أن البلاد تواجه مرحلة حرجة تهدد الأمن الغذائي والاجتماعي، وتدفع نحو النزوح وفقدان مصادر العيش.



الخبراء يدقون ناقوس الخطر


الخبير في شؤون المياه والسدود، عمار المعيني، أكد أن العراق بحاجة ماسة إلى بناء سدود وخزانات، ودعم الانتقال إلى تقنيات ري حديثة كالتنقيط، وتوفير المعدات الزراعية بأسعار مدعومة.

كما شدد على ضرورة نشر الوعي المجتمعي وتبني خطة وطنية شاملة لمواجهة تداعيات التغير المناخي، محذراً من أن الإهمال سيؤدي إلى "كارثة مائية غير مسبوقة".