العراق يراهن على الطاقة الشمسية.. هل تنقذ البلاد من أزمة الكهرباء المستمرة؟

13:12, 22/03/2025
728

يسعى العراق لتعويض النقص الحاد في الطاقة الكهربائية عبر الاستفادة من الطاقة الشمسية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف الحار في البلاد. 

 

رئيس لجنة الطاقة في البرلمان محمد نوري، قال إن العراق ما يزال يواجه صعوبات كبيرة في توفير الكهرباء، مشيراً إلى أن حل الأزمة يحتاج من خمس إلى عشر سنوات على الأقل. 


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

وأضاف أن من يتوقع حلاً سريعاً لهذه الأزمة لا يدرك حجم التحديات التي تواجه البلاد

 

مشكلات هدر الكهرباء وضعف الجباية

 

وأوضح نوري أن العراق يعاني من مشكلتين رئيسيتين، الأولى تتمثل في هدر الكهرباء من مختلف الجهات سواء الحكومية أو الأهلية أو الخاصة. أما المشكلة الثانية، فهي ضعف نسبة الجباية، حيث لا تتجاوز نسبة الجباية لوزارة الكهرباء 40%، مما يزيد العبء المالي على الدولة.

 

 كما أشار إلى النمو المستمر في المجمعات السكنية والمصانع والمحلات التجارية، وهو ما يزيد الضغط على شبكة الكهرباء.

 

التوجه نحو الطاقة الشمسية كحل مستدام

 

وأشار نوري إلى أن الاتجاه نحو استخدام الطاقة الشمسية وتشجيع المواطنين على تركيب الألواح الشمسية سيعمل على توفير الطاقة بشكل مستدام ويساعد في تحسين الوضع البيئي في البلاد. ورغم حاجة العراق إلى أكثر من 32 ألف ميغاواط لتلبية احتياجاته من الكهرباء، فإن محطات الكهرباء في البلاد لا تنتج سوى 24 ألف ميغاواط فقط. كما أن العراق يمتلك أكثر من 3000 ساعة سطوع شمسي سنوياً، مما يجعله مؤهلاً للاستفادة من الطاقة الشمسية بشكل أكبر.

 

في هذا السياق، قال المدير العام لإنتاج الطاقة الكهربائية للمنطقة الجنوبية، مهدي صالح، إن العراق وقع عقداً مع شركة توتال الفرنسية لإنشاء محطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميغاواط على مساحة تسعة آلاف دونم، ومن المتوقع أن يبدأ المشروع العمل بنهاية العام الحالي. وأضاف صالح أن العراق يعمل على مشاريع مماثلة في محافظات المثنى وذي قار وميسان، والتي تهدف إلى تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة.

 

وتابع صالح قائلاً إن الطاقة الشمسية النظيفة أصبحت ضرورة ملحة للعراق، حيث أن استخدامها يعتمد فقط على السطوع الشمسي دون الحاجة إلى مصادر طاقة أخرى. 

 

ومن جهة أخرى، وقعت شركة قطر للطاقة مع "توتال إنرجيز" اتفاقية شراكة لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العراق، والذي سيشمل مليوني لوحة شمسية ويستهدف توفير 1.25 غيغاواط من الكهرباء للشبكة الوطنية في البصرة عند اكتماله.

 

توجه الحكومة نحو تنويع مصادر الطاقة

 

من جهته، أشار عائد الهلالي، المحلل السياسي المقرب من الحكومة العراقية، إلى أن خطة الحكومة الحالية تتضمن تنويع مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية.

 

 وأكد أن التحول إلى الطاقة الشمسية يعد خطوة ضرورية وملحة لتحسين الوضع الكهربائي في البلاد، لافتاً إلى أن الحكومة ستطلق قريباً حملة إعلامية لتشجيع المواطنين على استخدام الألواح الشمسية، مع تقديم قروض ميسرة من المصارف.

 

التحديات الاقتصادية لصناعة الألواح الشمسية

 

وبالنسبة للأسعار المرتفعة للألواح الشمسية، أشار الخبير في مجال الطاقة والبيئة أحمد حسن إلى أنه يجب تفعيل الصناعة الوطنية لإنتاج الألواح الشمسية، وهو ما سيسهم في خفض الأسعار وتوفير هذه التكنولوجيا للمواطنين. وأوضح أن هذا التوجه سيساعد في تحسين الوضع الاقتصادي ويحسن التوازن البيئي في البلاد. لكن المشكلة الأساسية تبقى في إدارة الكهرباء داخل العراق، خاصة في توزيع الطاقة بين المحافظات.

 

ومنذ عام 2003، أنفق العراق نحو 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، إلا أن النظام الكهربائي لا يزال يعاني من عدم الاستقرار. كما يعتمد العراق بشكل كبير على استيراد الغاز من إيران، حيث تصل تكلفته إلى حوالي 6 مليارات دولار سنوياً. وفي الآونة الأخيرة، بدأ العراق في استيراد الغاز من تركمانستان عبر إيران بتكلفة تتراوح بين 2.3 و2.4 مليار دولار سنوياً.

 

وفي ظل هذه التحديات، يعتبر العراق من الدول الأكثر تلوثاً في المنطقة بسبب انتشار المولدات الكهربائية الخاصة التي يستخدمها المواطنون لتعويض نقص الكهرباء، حيث تصل ساعات انقطاع الكهرباء إلى 16 ساعة يومياً في بعض المحافظات خلال ذروة الصيف.