الدعاة ينقلبون على المالكي.. "مجلس الدعوة الخاص" يكسر الحواجز لإعادة الحزب إلى خط الشهيد الصدر الأول

اليوم, 10:40
1 227

مجموعة من أبرز قيادات الصف الأول في حزب الدعوة الإسلامية، كسروا جدار الصمت وأعلنوا مؤخراً عن تشكيل “مجلس الدعوة الخاص”، لتصحيح مسار الحزب وإعادته إلى خط الشهيد الصدر الأول.

خطوة تحمل أكثر من دلالة، فيما وصفها مراقبون بأنها محاولة صريحة لاستعادة هوية الحزب وتصحيح مساره بعيداً عن ما أسموه بـ”الاحتكار التنظيمي والقيادة الفردية التي أفرغت الدعوة من روحه الأصلية”.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

خطوة تصحيحية

وذكر تقرير تابعه "سنترال" ان المجلس يضم الشيخ عبد الحليم الزهيري، والدكتور طارق نجم عبد الله، والسيد علي العلاق، والدكتور علي الأديب، ووليد الحلي، إلى جانب آخرين من القادة البارزين الذين ابتعدوا أو أُبعدوا عن مركز القرار.

وهؤلاء يؤكدون أن المجلس ليس انشقاقاً ولا إعلاناً عن ولادة كيان موازٍ، بل خطوة تصحيحية داخلية تهدف إلى “إعادة الحزب إلى خط الشهيد الصدر الأول” كما ورد في أول بيان غير معلن للمجلس، بحسب التقرير.


لا يمكن السكوت

بصوت خافت، بدأ الحديث عن المبادرة قبل أشهر في مجالس خاصة، ثم اتسع تدريجياً مع التحاق شخصيات دعوية أخرى كانت قد انسحبت من المشهد بهدوء، بعدما شعرت بأن الحزب لم يعد يحتضنها، لا فكرياً ولا تنظيمياً، في ظل انفراد فئة ضيقة باتخاذ القرار وتوجيه دفة الحزب نحو تحالفات سلطوية واصطفافات لا تشبه أدبياته ولا ذاكرته.

ونقل التقرير عن أحد القياديين المنضمين إلى المجلس والذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله ان “ما يجري داخل الدعوة مؤلم، لقد تحول الحزب من مشروع إصلاحي عقائدي إلى كيان وظيفي خاضع لأمزجة فردية، هناك من اختزل الحزب بتاريخه وحاضره بشخص واحد، وهذا ما لا يمكن السكوت عليه أكثر”.


عودة للأمل أم محاولة للتشويش؟

المجلس بحسب المصادر يعمل على عقد لقاءات تنظيمية موسعة مع الدعاة السابقين والكوادر التي تم تهميشها أو أُجبرت على الابتعاد خلال السنوات الأخيرة، بهدف إعادة فتح باب التنظيم على أساس “الالتزام بالمبادئ لا الولاء للأشخاص” والتركيز على أن حزب الدعوة لا يزال يمتلك القابلية للنهوض إذا ما عاد إلى قاعدته الشعبية وبُني مجدداً على روح الشورى والعمل الجماعي التي أسسها الصدر الأول.

الخطوة أثارت ردود فعل متفاوتة داخل أوساط الحزب، بين من رأى فيها عودة للأمل وتذكيراً بالروح التي كادت تُنسى، وبين من وصفها بمحاولة تشويش أو إعادة تموضع من قوى فقدت تأثيرها، لكن المؤكد أن إعلان المجلس كشف عن تصدع داخلي لم يعد خافياً، وعن أزمة قيادة تنظيمية بلغت حدَّ القطيعة بين القاعدة والقيادة.


انقاذ الحزب

وبينما يصر مؤسسو المجلس على أنهم لا يسعون إلى تفجير الحزب من الداخل، بل إلى إنقاذه من التكلس والانحراف، فإن السؤال الأهم الذي بدأ يُطرح بقوة في الأوساط الدعوية اليوم: هل تأخرت هذه الخطوة كثيراً؟ وهل تكفي لإعادة إنتاج الحزب من جديد أم أن الزمن تجاوز فرصة الإصلاح؟

ما بدأ كحراك صامت بين وجوه مخضرمة قد يتحول إلى موجة أوسع إذا ما التحق بها المزيد من الغاضبين الصامتين داخل صفوف الدعوة، وإذا ما التقط الشارع الإسلامي العراقي – الذي ما زال يحمل قدراً من الحنين للحزب – إشارات جدية نحو المراجعة والتجديد. فالرسالة واضحة: هناك من لم يعد يقبل أن يُختصر الحزب العظيم برجل أو إدارة أو ظرف، وهناك من ما زال يؤمن أن الدعوة ليست إرثاً مغلقاً بل مسؤولية مفتوحة على أجيالها.