رغم فشلها في الانتخابات السابقة.. القوى المدنية تعاود المحاولة وسط شكوك حول جدواها
سكان المناطق العشوائية في العراق.. عوز وحرمان بانتظار "رحمة" حكومية!
تسريبات خميس الخنجر.. خطاب "طائفي وعنصري" ونواب يرفعون دعاوى قضائية
العراق.. منازل متهالكة تهدّد حياة أهلها وتعيّشهم بـ "رعب" دائم
تحركات أمريكية تثير قلقاً سياسياً وشعبياً.. ما هو مصير اتفاقية انسحاب القوات الأجنبية من العراق؟
تسجل المحافظات العراقية، وخاصة القرى وأطراف المناطق السكنية، وفيات وإصابات متكررة نتيجة انهيار المنازل السكنية على أصحابها بسبب قدمها وتهالكها، وبينما لا تملك العائلات التي تسكن تلك المنازل القدرة على ترميمها أو الانتقال إلى منازل بديلة، يحذر مسؤولون وناشطون من خطورة تلك المنازل على أصحابها، مطالبين بمعالجات حكومية للملف.
وأول أمس الجمعة، توفيت فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، إثر انهيار سقف منزلها في محافظة المثنى، ونقلت محطات إخبارية محلية عن مصادر في المحافظة قولها إن "الفتاة توفيت نتيجة سقوط سقف منزلها المصنوع من جذوع النخل في منطقة الرحاب شرقي قضاء الخضر"، مبينة أن "الحادث أسفر عن وفاتها على الفور". وأكدت أن "شرطة المحافظة باشرت تحقيقاتها لمعرفة أسباب الانهيار"، فيما لم تكشف قيادة الشرطة بعد عن النتائج الأولية للتحقيق.
من جهته، أكد مسؤول في مديرية الدفاع المدني، أن مئات المنازل في البلاد لا تزال عرضة للانهيار في أي لحظة، مبيناً أن "الانهيارات تتكرر في أوقات الأمطار والسيول، وأن العامين الماضي والحالي شهدا انهيار أكثر من 100 منزل موزعة على محافظات البلاد، وتسببت بعشرات الإصابات والوفيات من أصحاب تلك المنازل".
وأوضح أن "معظم تلك المنازل تعود لعائلات فقيرة لا قدرة لها على ترميمها، وأن البعض منها منازل طينية والبعض الآخر مبينة بالطابوق أو البلوك الأسمنتي، إلا أنها تفتقر إلى معايير الجودة في البناء والمواد التي بنيت منها"، مبيناً أن " المديرية سبق وان حذرت أصحاب الكثير من تلك المنازل من خطورة بقائهم في منازلهم، خاصة في الظروف الجوية الماطرة، إلا أنهم لا يملكون حلولاً بديلة". وأشار إلى أننا "أمام انهيارات متكررة في الفترات المقبلة، ويجب على أصحاب تلك المنازل مغادرتها والبحث عن بدائل لهم في كل الأحوال".
من جهته، حمّل الناشط في مجال حقوق الإنسان في العراق، ماهر العبيدي، الحكومة مسؤولية الملف، مؤكداً أن "الملف خطير للغاية. إننا أمام حالات وفاة وإصابات قد تحدث في أي وقت، وأن حالات الرعب التي تعيشها الكثير من العائلات التي تعلم أن منازلها المتهالكة ستنهار، تكفي لأن تتحرك الحكومة والجهات المسؤولة بحثاً عن حلول".
وأوضح العبيدي أنه "لا توجد إحصائيات رسمية لأعداد تلك المنازل، لكنها بالمئات، وهي منتشرة بعموم المحافظات خاصة في القرى، وفي أطراف الأقضية والنواحي"، مشيراً إلى أن "تلك العائلات بحاجة إلى دعم حكومي لترميم منازلها أو الانتقال لمنازل جديدة، وعلى الحكومة أن تتحرك لوضع الحلول".
وتعيش آلاف العائلات العراقية حتى اليوم، في منازل شيدت في القرن الماضي حتى منتصفه، ولم تقم بترميم منازلها طوال هذه الفترات. وقال الحاج أبو كريم (61 عاماً)، وهو من أهالي بلدة العظيم بمحافظة ديالى: "نعيش حالة رعب نحن وأطفالنا خاصة في أوقات الأمطار. شيدنا منزلنا في ثمانينيات القرن الماضي، وهو اليوم متهالك جداً وآيل للانهيار".
وأوضح أن "ظروفنا المادية وعموم المزارعين ومربي الأغنام في البلدة ضعيفة ولا قدرة لنا على إيجاد بدائل والانتقال إلى مساكن جديدة، خاصة أن أزمة المياه التي تعيشها المحافظة حرمتنا حتى فرص العمل واكتساب الرزق"، مناشداً الحكومة بـ "إيجاد حلول وتوفير معالجات".
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت نهاية عام 2023 أن لجنة حكومية عالجت أكثر من 2500 مبنى حكومي وأهلي آيل للانهيار في العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى، في خطوة تهدف إلى تحجيم مخاطر تلك المباني القديمة والأخرى التي تشيّد خارج الضوابط، إلا أن المنازل السكنية الآيلة للانهيار لم تكن ضمن خطتها.
يشار إلى أن آلاف العائلات العراقية لا تزال تعيش حالات فقر وبطالة، على الرغم من أن وزارة التخطيط في الحكومة العراقية قد أعلنت منتصف فبراير/ شباط الماضي، تراجع مستويات الفقر في عموم مدن البلاد، إلى 17.5%، ضمن النتائج التي أفرزتها عملية تعداد السكان العام التي أجريت نهاية العام الماضي. وأكدت أن الحكومة وجّهت حزمة كبيرة من برامج مكافحة الفقر والبطالة في البلاد خلال العامين الماضيين، مستفيدة من الوفرة المالية لديها.