من عين الأسد إلى كردستان.. واشنطن تعيد رسم خريطة وجودها العسكري في العراق

18:25, 30/09/2025
37

كشف مسؤول أميركي بارز في حديث خاص لقناة الجزيرة، اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصدد الإعلان قريباً عن خطة لإعادة تموضع القوات الأميركية في العراق، بما يتماشى مع أولويات واشنطن الإستراتيجية في المنطقة.

وأوضح المسؤول أن هذا الإجراء يأتي في إطار مراجعة شاملة تجريها الإدارة الأميركية لوجودها العسكري في الشرق الأوسط، مؤكداً أن التحركات الجديدة تهدف إلى حماية المصالح الأميركية وتقليل الانخراط العسكري المباشر دون الإخلال بالأمن الإقليمي.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

تحركات ميدانية وتفكيك قواعد

في غضون ذلك، أفادت مصادر أمنية عراقية برصد تحركات غير اعتيادية للقوات الأميركية على الأرض، تضمنت إخلاءً تكتيكياً لعدد من المقرات العسكرية، وتفكيك نقاط مراقبة ومرافق لوجستية. وأضافت المصادر أن قوافل من الشاحنات العسكرية والناقلات الثقيلة شوهدت تتحرك من قاعدة عين الأسد في الأنبار وقاعدة أخرى قرب بغداد، باتجاه إقليم كردستان العراق ومناطق داخل الأراضي السورية.

وأشارت إلى تكرار عمليات هبوط وإقلاع طائرات شحن عسكرية في قاعدة عين الأسد، محملة بالمعدات والمركبات العسكرية الثقيلة، وسط انخفاض ملحوظ في عدد الجنود المنتشرين في القاعدة.

 

ضغوط داخلية وتعهد بالانسحاب

يأتي هذا التطور وسط تصاعد الضغوط من الحكومة والبرلمان العراقيين، اللذين طالبا مراراً بوضع جدول زمني واضح لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي في البلاد، استناداً إلى الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين. وكانت واشنطن قد أبلغت بغداد في وقت سابق رغبتها في الالتزام بالجدول الزمني المحدد مسبقاً، والذي ينص على تقليص عدد القوات بحلول نهاية سبتمبر/أيلول الجاري.

 

من الغزو إلى إعادة التموضع

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد غزت العراق عام 2003 ونشرت حينها نحو 30 ألف جندي. ثم أنهت وجودها العسكري الرسمي في البلاد أواخر عام 2011، في عهد الرئيس باراك أوباما، مع بقاء عدد محدود من المستشارين. غير أن صعود تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 دفع واشنطن إلى إعادة نشر قواتها، التي وصلت إلى أكثر من 5 آلاف عنصر، قبل أن تبدأ بالخفض التدريجي وصولاً إلى نحو 2500 جندي بحلول عام 2023.

 

تساؤلات حول المرحلة المقبلة

إعادة التموضع الحالية تطرح تساؤلات كبيرة حول طبيعة الدور الأميركي القادم في العراق، وما إذا كانت تمهيداً لانسحاب كامل، أم إعادة انتشار ضمن قواعد جديدة تراعي المتغيرات الأمنية والسياسية في العراق والمنطقة.