بالتزامن مع إعلان نتائج الانتخابات.. أذرع تركيا تتحرك لرسم المشهد السياسي السُني في العراق

اليوم, 12:28
123

بالتزامن مع إعلان نتائج الانتخابات النيابية، سارعت تركيا إلى إرسال مبعوث استخباراتي إلى العراق، في خطوة اعتُبرت استفزازاً دبلوماسياً واضحاً يعكس حجم النفوذ التركي في بغداد. 

يأتي هذا التدخل وسط مطالب متزايدة بإنهاء النفوذ التركي ووضع مصالح العراق في مقدمة أولويات تشكيل الحكومة المقبلة.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 ووصل جمال الدين تشاليك، نائب رئيس جهاز المخابرات التركي، للإشراف على ترتيب التحالفات السنية وتنسيق توزيع الأدوار والمناصب بما يخدم مصالح أنقرة ويعزز استمرار النفوذ التركي في المنطقة.


تدخل تركي مباشر بعد الانتخابات

  واعتبر النائب عن كتلة الصادقون، محمد البلداوي، أن "قدوم تشاليك إلى العراق بعد الانتخابات يهدف لتأمين مصالح تركيا وليس العراق"، مؤكدًا أن "أنقرة تحاول التواصل مع الأطراف القريبة منها في العملية السياسية".

وأضاف البلداوي أن " تركيا تسعى لوضع نفسها في مقدمة الدول الراغبة بتوطيد علاقتها مع الحكومة العراقية"، مشيدًا "بنجاح الانتخابات الأخيرة في ضبط أدائها وإفشال محاولات التزوير".

وختم بأن "القرار السياسي في العراق يجب أن يكون مستقلًا ويمثل مصالح الشعب، مع ضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول".


المشروع التركي

ومن جانبه أوضح الباحث السياسي عدنان العبيدي، أن "تركيا تمتلك وجوداً عسكرياً وسياسياً نشطاً في العراق، بما في ذلك شخصيات سياسية موالية لأنقرة تعمل داخل البلاد".

وبين أن "نجاح المشروع التركي في سوريا ساهم في زيادة الفجوة بالسيطرة على العراق لكنه اصطدم بمعادلة قوية داخل النظام العراقي".

وأشار العبيدي إلى أن "نتائج الانتخابات الأخيرة أظهرت واقعاً جديداً عكس إرادات القوى الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا، وقطعت الطريق أمام التدخلات الخارجية التقليدية في العملية السياسية العراقية".


مهام تشاليك في العراق

ووصل جمال الدين تشاليك إلى بغداد وأربيل خلال الساعات الأولى بعد الانتخابات، في أول زيارة رسمية له بعد انتهاء الاقتراع، ووصفت بأنها سياسية حساسة للغاية.

ومن أبرز أهدافه تشمل عقد لقاءات مغلقة مع قيادات المكوّن السني لإعادة ترتيب التحالفات قبل الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة، فضلا عن التأكد من انسجام الكتلة السنية مع رؤية أنقرة في ملفات الأمن الغربي للعراق، والاقتصاد، ومسارات التفاهمات الإقليمية.

 وبحسب مصادر فإن "هدف تشاليك توحيد القرار السياسي السني بما يخدم مصالح تركيا، خصوصاً في شمال العراق".

وتؤكد المصادر أن "تشاليك يحمل تفويضاً واسعاً من الحكومة التركية للتدخل في المرحلة السياسية ما بعد الانتخابات، مع التركيز على استقرار المصالح التركية في العراق".


التحليل السياسي للنفوذ التركي

بدوره أكد المحلل السياسي حسين المالكي أن "البيت الشيعي العراقي لا يخضع للقرارات التركية، لكن تركيا تمتلك نفوذاً على الكتل السنية والأطراف القريبة منها، مما يجعل الصراع السني داخلياً معقداً ومفتوحاً على التأثير الخارجي".

و أشار إلى أن "تركيا بدأت بالتدخل العلني في السياسة العراقية، مدعومة بحواضن أمريكية وبريطانية"، مؤكداً أن "المغانم السياسية جعلت الوضع هشاً وأسهمت في تدخل تركيا بشكل واضح في الشأن الداخلي العراقي".


دور تشاليك في النزاعات الليبية

وكان تشاليك أحد أبرز المهندسين الأتراك في الأزمة الليبية، حيث أشرف على صراع طرابلس ودعم الحكومة الموالية لأنقرة، بما في ذلك إدارة الأزمات الأمنية وتهدئة التوترات في العاصمة فضلا عن التنسيق مع الفصائل الموالية لأنقرة وضرب خصومها،  مع ضمان حماية القوات التركية في قاعدة معيتيقة وتحقيق مصالح أنقرة الاستراتيجية.

 ويعد تشاليك شخصية محورية في تنفيذ الاستراتيجية التركية في شرق المتوسط، من خلال مراقبة وتوجيه التحركات الاستخباراتية ضد الخصوم الإقليميين ودعم النفوذ التركي في النزاعات الإقليمية حول الموارد البحرية والنفوذ السياسي.