الأرصفة تُباع وتُشترى.. "اقتصاد ظل" يبتلع شوارع بغداد ويصدّع عمل البلديات
تقرير بريطاني يُشيد بملامح العراق المتطورة: ازدهار معماري وسكاني رغم التحديات
"غوغائيون".. تصريح "طائفي" يضع خميس الخنجر أمام مواجهة الدعاوى الشيعية
العراق يقود التحول.. وخريطة الكهرباء تُعاد رسمها من بغداد إلى قلب آسيا
القضاء يعلن الحرب على المحتوى الهابط.. معركة لإنقاذ المجتمع من "التفكك والإنحراف"
في ظاهرة يعدها البعض غير حضارية، وتشويها للشوارع الرئيسة والفرعية، يشد انتباه السائر في عدد كبير من شوارع العاصمة فرش الارصفة بالسلع من قبل الباعة الجوالين، او اغتنام مساحة الرصيف لعرض بضاعتهم، اخذت هذه الظاهرة تنتشر في مخالفة صريحة لقوانين امانة بغداد كما يراها بعض المواطنين.
يقول مهيمن زياد احد المواطنين، افضل الشراء من الباعة المتجولين احيانا للسرعة لأنهم على طريقي او عند عودتي من الدوام اجدهم بسهولة، اضافة الى الاسعار المنخفضة نسبيا لانهم لا يدفعون بدل الايجار ولا ما يشبهه من المصاريف.
وعلى الرغم من الشراء منهم أكد زياد أن وجود هؤلاء الباعة بهذه العشوائية يسبّب الفوضى، كما يعد ظاهرة غير حضارية الا اذا خصّصت لهم اماكن خاصة من قبل الجهات المعنية.
رصيفٌ بلا إيجار
عندما تجولنا في جانب الكرخ ببغداد في منطقة الشعلة، وجدنا عددا من الباعة الذين يفترشون الرصيف ببضائعهم المختلفة، اقتربنا من احدهم ليحدثنا عن سبب اتخاذه للرصيف مكانًا لسلعته، وقال "اسمي زيد البغدادي، اتخذ من الرصيف مكانًا لعرض سلعتي وبيعها منذ ٦ سنوات تقريبا".
ويوضح البغدادي أن سبب اتخاذه للرصيف مكانا لبيع سلعته بسبب الايجارات المرتفعة، كونه لم يجد مكانا مناسبا لعرض سلعته.
ويضيف أن البلدية تحاسبهم بكثرة بسبب اتخاذهم الرصيف مكانا للبيع، وطالب الجهات المعنية بتوفير مكان مناسب لهم ولمن يتخذ المكان نفسه لأن أغلب المحال تكون ببدل ايجار مرتفع بشكل كبير، ويؤكد البغدادي أنه طالب ولديه اسرة تعتمد عليه في معيشتها ويمثل العمل فوق الرصيف مصدر دخله الوحيد.
حملاتٌ متواصلة
من جانبه أكد المتحدث باسم امانة بغداد عدي الجنديل، أن الامانة تواصل حملاتها اليومية لرفع التجاوزات الخاصة بالباعة الجوالين والمتجاوزين على الارصفة، مشيرا إلى أن التعليمات تنص على عدم تثبيت أي منشآت ثابتة على الأرصفة، والاكتفاء بعربات متنقلة ترفع بعد انتهاء وقت التسوق.
واوضح الجنديل أن من شروط السماح بالبيع الجوال هو الحفاظ على نظافة المكان وعدم عرقلة حركة الشوارع وأن أي تجاوز ثابت يزال فورا ويعد مخالفة.
وأضاف أن حملة “بغداد أجمل الثانية” التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء تنفذها الأمانة وتشمل تطوير وتأهيل عدد من الشوارع الرئيسة، الأمر الذي يستلزم رفع الباعة الجوالين من مواقع العمل، مع توفير أماكن بديلة لهم في بعض المناطق في حال توفرها، لكن في بعض الاماكن وبسبب الزخم السكاني يصعب ايجاد اماكن بديلة .
واكد تعاون الامانة مع مديرية الدفاع المدني، إذ تصل كتب من مديرية الدفاع المدني تنص على ضرورة رفع التجاوزات والباعة الجوالين، بسبب صعوبة دخول عجلات الدفاع المدني في حال حدوث حريق.
لافتاً إلى أن المخالفين يتعرضون لعقوبات تصل إلى مصادرة العربة والمواد في حال التجاوز على نهر الشارع او اخذ مساحة اكبر من التي يحتاجها.
وبيّن الجنديل أن الأمانة مستمرة عبر قسم الوعي البلدي التابع للمديرية العامة للعلاقات والاعلام بحملات توعوية يومية تهدف الى الحد من ظاهرة التجاوزات وترسيخ ثقافة النظافة والحفاظ على الأرصفة والممتلكات العامة.
أسباب اقتصاديَّة
من جانبها أوضحت الباحثة الاجتماعية ريا قحطان أن الاسباب الاقتصادية وحاجة الناس لمورد مالي لإعالة أسرهم، وبسبب إيجارات المحال المرتفعة جدا يتجهون الى اتخاذ الرصيف مكانا لسلعهم.
واضافت أن من الضروري تنظيم اماكن تواجد هؤلاء الباعة بشكل رسمي، كما يحدث في كثير من عواصم ومدن العالم، حيث يسمح لهم بالعمل وفق اطار قانوني محدد.
وترى قحطان أن مسؤولية البلديات تتمثل في تنظيم الساحات العامة وتهيئة اماكن خاصة بالباعة المتجولين بشكل منظم، على أن تكون محددة في مواقع تجمع الناس، بما يضمن انسيابية الحركة ويحافظ على جمالية المدن.