ترامب يعلن إنهاء الإغلاق الحكومي الذي استمر 43 يوماً
اليوم.. منتخبنا الوطني يواجه الإمارات بالملحق الآسيوي
المبعوث الأميركي الخاص مهنئا بنجاح الانتخابات: الشعب العراقي أثبت مرة ثانية التزامه بالحرية
منتخبنا الوطني بالزيّ الأخضر بمواجهة الإمارات يوم غد
المفوضية: في حال استبعاد أي مرشح فإن أصواته تحجب عنه وعن حزبه
مع تصاعد الحملات الشعبية الداعية إلى مقاطعة انتخابات مجلس النواب العراقي المقبلة، ترتفع أصوات التحذير من مخاطر ترك صناديق الاقتراع فارغة، وسط مخاوف من أن يؤدي هذا المسار إلى نتائج عكسية قد تفتح الباب أمام "مشاريع مشبوهة" أو حتى إعادة إنتاج قوى سياسية ارتبطت بمرحلة ما قبل 2003.
وأكد الخدران أن "المشاركة الشعبية الواسعة هي الضمانة الوحيدة لإنتاج برلمان معبّر عن الإرادة الوطنية الحقيقية"، مشيراً إلى أن "الحل لا يكون بترك صناديق الاقتراع، بل عبر الضغط الشعبي والمشاركة الفاعلة لاختيار البرامج الواقعية التي تخدم المواطن".
"المقاطعة ليست بديلاً".. مخاوف من عودة الماضي
في المقابل، يرى مراقبون أن المقاطعة لا تمثل حلاً للأزمة السياسية المتجذّرة في العراق، بل قد تؤدي إلى نتائج أكثر خطورة. الباحث السياسي محمد التميمي يقول في حديث لـ"كربلاء بوست"، إن "ترك الساحة فارغة أمام قوى محدودة التنظيم قد يفتح الباب أمام إعادة إنتاج قوى النظام السابق أو جماعات تستغل حالة الإحباط الشعبي لإعادة تسويق نفسها كبديل".
وحذّر التميمي من أن "التجارب السابقة أثبتت أن المقاطعة غالباً ما تصب في صالح الأحزاب الأكثر تنظيماً وقوة مالية، فيما يخسر الجمهور الغاضب أي فرصة للتأثير في التوازنات".
سيناريوهات مجهولة ومشاريع مشبوهة
ويرى خبراء آخرون أن البديل عن صناديق الاقتراع قد يكون الذهاب نحو المجهول، سواء عبر تصاعد الشارع واحتجاجاته غير المضبوطة، أو عبر تنامي نفوذ جهات خارجية تسعى لملء الفراغ.
المحلل السياسي علي الوائلي يوضح أن "الانتخابات في العراق ليست مجرد استحقاق دستوري، بل صمّام أمان يمنع انهيار العملية السياسية بالكامل"، مضيفاً: "أي عزوف شيعي واسع سيعني فتح المجال أمام قوى أخرى للسيطرة على البرلمان، وهو ما قد يخلق خللاً في التوازنات التي يقوم عليها النظام العراقي منذ 2003".
دعوات لتحويل الإحباط إلى قوة تغيير
رغم الإقرار بحالة الإحباط الواسعة لدى الناخب العراقي، يصرّ الإطار التنسيقي والقوى المشاركة في العملية السياسية على أن الطريق للإصلاح يبدأ من صناديق الاقتراع.
ويؤكد الخدران أن "الناخب العراقي قادر على تحويل غضبه من الأوضاع الراهنة إلى قوة تغيير إيجابية، عبر اختيار من يراهم الأكفأ والأقدر على تحقيق الإصلاح الحقيقي الذي يراه".
ويقف العراق اليوم أمام مفترق طرق مصيري: إما انتخابات واسعة تشارك فيها مختلف أطياف الشعب العراقي، أو مقاطعة قد تفتح الباب أمام مشاريع غامضة أو حتى إعادة إنتاج الماضي.
وبينما تتواصل الحملات الشعبية الداعية لعدم المشاركة، يبقى السؤال الأهم: هل يستجيب الناخب العراقي لهذه التحذيرات ويحوّل صوته إلى وسيلة للتغيير، أم أن صناديق الاقتراع ستظل فارغة بانتظار "مشاريع مجهولة" قد تضع البلاد أمام مرحلة أكثر تعقيداً؟