بغداد تحتضن العرب مجددًا.. قمة 2025 على أعتاب التحول التاريخي
العراق يستعيد دوره المحوري .. قمة بغداد 2025 ترسم خارطة الازدهار الاقتصادي العربي
خبير أمني لـ"سنترال".. ذريعة تركا لتبرير تواجدها العسكري في العراق سقطت بعد حلّ حزب العمال
بغداد على عرش العرب.. العراق يعود إلى صدارة القرار الإقليمي
بين تراجع خليجي وارتفاع عراقي.. صادرات النفط العربي تتأثر بتحولات أوبك+
تشهد الساحة السياسية العراقية لأول مرة حراكاً انتخابياً مبكراً قبل أكثر من ستة أشهر من موعد الانتخابات النيابية العامة لعام 2025، في مؤشر على ارتفاع منسوب الوعي السياسي لدى الناخب العراقي، رغم تحديات المال السياسي وتراجع ثقة شريحة واسعة، خصوصاً من فئة الشباب، في نزاهة العملية الانتخابية، ما قد ينعكس سلباً على نسب المشاركة.
وفي ظل قانون الانتخابات القائم على الدائرة الواحدة، تجد القوى الناشئة نفسها أمام تحدٍ كبير يتمثل في جذب أصوات "الأغلبية الصامتة"، لكنها تصطدم بعائق الموارد المالية المحدودة، ما يقيّد تحركاتها الميدانية، ويقلّص من قدرتها على خوض حملات دعائية مؤثرة عبر وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار.
في المقابل، تمضي القوى التقليدية، ذات النفوذ السياسي والمالي، بمناورات مبكرة لإعادة تموضعها داخل المشهد الانتخابي، مستفيدة من إمكانياتها المالية الضخمة التي توصف من قبل منافسيها بأنها "بالمتر"، مقابل ما يُسمى بـ"دفاتر الدولارات" التي تملكها القوى الناشئة.
وتستهدف هذه القوى حصد أكبر عدد من المقاعد النيابية تمهيداً لحجز موقع متقدم في التشكيلة الحكومية المقبلة، بما في ذلك الوزارات السيادية.
قوائم الإطار التنسيقي
وفي هذا السياق، أكد النائب علاوي نعمة البنداوي، أن "قوى الإطار التنسيقي تعتزم الدخول في الانتخابات عبر أكثر من قائمة لضمان تحقيق أعلى عدد من المقاعد، ومن ثم تشكيل تحالف سياسي واسع قادر على تشكيل الحكومة المقبلة بسهولة".
وأشار البنداوي إلى أن "الإطار التنسيقي يفضل تشكيل التحالفات بعد إعلان النتائج، ليعرف كل طرف وزنه الحقيقي وحجمه الانتخابي"، مضيفاً أن "الإطار لا يسعى إلى إقصاء أحد، بل يؤمن بمبدأ المشاركة والاستحقاق الدستوري".
القوى المدنية والناشئة
أما القوى المدنية والناشئة، والتي تضم مستقلين وتيارات سياسية جديدة، فقد بدأت إعادة تنظيم صفوفها تماشياً مع قانون الانتخابات الحالي، حيث برزت دعوات لتشكيل "تيار مدني واسع" يكون قادراً على منافسة القوى التقليدية.
وفي هذا السياق، كشف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، رائد فهمي، عن "حراك سياسي مكثف" بين عدد من القوى الوطنية والمدنية لتشكيل تحالف انتخابي كبير.
وقال فهمي إن "التحالف المزمع سيجمع أكثر من 20 حزباً وتياراً سياسياً، إضافة إلى شخصيات مستقلة وناشطة من المجتمع المدني"، مؤكداً أن "الحوارات بين الأطراف المعنية بلغت مراحل متقدمة، وقد يتم الإعلان عن هذا التحالف خلال الأيام المقبلة".
وبينما تُظهر القوى التقليدية استعداداً مبكراً للمنافسة، تبقى قدرة القوى الناشئة على التأثير مرهونة بمدى نجاحها في تجاوز عقبات التمويل والتنظيم، وبقدرتها على كسب ثقة القاعدة الشعبية الباحثة عن التغيير.