بغداد تحتضن العرب مجددًا.. قمة 2025 على أعتاب التحول التاريخي

اليوم, 17:45
2 154

تُعقد في العاصمة بغداد، يوم السبت المقبل الموافق 17 أيار 2025، القمة العربية التي تجمع زعماء ورؤساء وملوك العرب في خطوة تعكس دور العراق المحوري.

 

وتُعدّ مؤتمرات القمة العربية تجمعاً دورياً لقادة الدول العربية، حيث بدأت أولى هذه القمم عام 1946 بدعوة من الملك فاروق ملك مصر، في قصر أنشاص. شاركت في القمة آنذاك الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية: مصر، الأردن، السعودية، اليمن، العراق، لبنان، وسوريا.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

 تمحورت أعمال القمة الأولى حول القضية الفلسطينية، وتم التأكيد على وحدة الصف العربي والعمل المشترك لتحرير الشعوب العربية من الاستعمار ودعم حقها في تقرير المصير والانضمام إلى الجامعة العربية والأمم المتحدة.

 

ومنذ عام 2000، أصبحت هذه القمم تُعقد بشكل سنوي في عواصم الدول العربية وفق الترتيب الأبجدي، فيما تُعقد الاجتماعات غير العادية كقمم طارئة لمناقشة النزاعات العاجلة بين الدول العربية، وخصوصاً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ووقف العمليات العسكرية، وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.

 

 

قمم عربية بارزة ومحطات فارقة

 

رغم أن أول قمة عقدت عام 1946، إلا أن المؤرخين يرون أن الانطلاقة الفعلية والمؤثرة كانت من خلال قمة القاهرة في 13 يناير 1964، بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر، حيث زادت المشاركة عقب حصول العديد من الدول العربية على الاستقلال، وتم خلالها التوافق على تصفية الخلافات وتحقيق المصالح العربية، إلى جانب دعم القضية الفلسطينية.

 

ومن القمم البارزة الأخرى، قمة بغداد الاستثنائية عام 197، التي جاءت بعد توقيع مصر لاتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، حيث قررت الدول العربية تعليق عضوية مصر ونقل مقر الجامعة إلى تونس.

 

 ثم في "قمة الدار البيضاء عام 1989"، تم إنهاء المقاطعة وعودة مصر إلى الجامعة العربية، وتم أيضاً بحث إعلان الدولة الفلسطينية، وتعزيز التضامن مع العراق، وتشكيل لجنة لحل الأزمة اللبنانية.

 

 

بغداد تكمل التحضيرات لاحتضان القمة 

 

تستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة رابع قمة عربية في تاريخها، وذلك في 17 مايو 2025، بعد قمم أعوام 1978، 1990، و2012. وأكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن التحضيرات تشمل الجوانب اللوجستية والتنظيمية والأمنية، إلى جانب تنسيق الإجراءات الإعلامية والمراسم.

 

وشدد حسين على أهمية هذه القمة التي تُعقد تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية"، لكونها تمثل فرصة لتقديم العراق كفاعل ومبادر في حل الأزمات الإقليمية، وليس فقط كدولة مستضيفة.

 

 

مشاركة عربية واسعة وتوقعات عالية

 

تشير التسريبات إلى أن جميع الدول العربية ستشارك في القمة، سواء عبر قادتها أو من خلال وزراء خارجيتهم. ومن أبرز الحضور المرتقبين: أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ملك البحرين حمد بن عيسى، ملك الأردن عبد الله الثاني، وولي عهد الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح.

 

كما أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن القمة هي للتأكيد على مكانة العراق كدولة متوازنة تسعى لتقريب وجهات النظر والمساهمة الفاعلة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.