كهف عراقي يبتلع جنوداً أتراك.. الأصوات تتعالى لإيقاف العدوان المستمر

اليوم, 14:55
630

في تطور أمني لافت ضمن سياق العمليات العسكرية التركية المستمرة في شمال العراق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، مقتل ثمانية جنود أتراك نتيجة استنشاقهم غاز الميثان خلال عملية تمشيط في أحد كهوف إقليم كردستان. 

 

ويأتي الحادث في ظل تصعيد ميداني متواصل منذ عام 2021، وسط تباين في المواقف بشأن مستقبل العمليات التركية في العراق، لاسيما بعد إعلان حزب العمال الكردستاني عن حل نفسه، في خطوة نحو المسار السلمي.


قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل

 

وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته على منصة "إكس"، أن الكهف يقع على ارتفاع 852 متراً، وكان يُستخدم سابقاً كمستشفى ميداني من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني.

 

وأضاف البيان أن العملية جاءت ضمن جهود مستمرة للبحث عن جثمان الملازم أول مشاة نوري مليح بوزقورت، الذي قُتل خلال اشتباكات وقعت في 28 أيار 2022. وأُصيب عدد آخر من الجنود خلال العملية وتم نقلهم لتلقي العلاج.

 

 ويُعد هذا الحادث أكبر خسارة بشرية للجيش التركي في العراق منذ الهجوم الذي أسفر عن مقتل ستة جنود في يناير 2024.

 

عمليات مستمرة وتصعيد متواصل شمال العراق

 

تواصل القوات التركية، منذ عام 2021، تنفيذ عمليات عسكرية برية وجوية في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق، تشمل جبال قنديل، الزاب، زاخو، كارا، متين، سوران، سيدكان وغيرها. وتستهدف هذه العمليات مقرات حزب العمال الكردستاني ومخازن أسلحته، وقد أسفرت عن مقتل المئات من عناصره وتدمير بنيته التحتية، بحسب بيانات وزارة الدفاع التركية.

 

في المقابل، انتقد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي البنداوي، استمرار القصف التركي على الأراضي العراقية، معتبراً أنه خرق واضح للسيادة العراقية، خصوصاً بعد إعلان زعيم الحزب عبد الله أوجلان حل الحزب وتحوله إلى المسار السياسي. وأكد أن الحكومة العراقية رحبت بهذه الخطوة وتعتبرها نهاية للمبررات التي كانت تستند إليها أنقرة لتبرير عملياتها العسكرية.

 

ودعا البنداوي الحكومة إلى التحرك دبلوماسياً وطلب توضيحات من الجانب التركي بشأن استمرار هذه العمليات، مطالباً أنقرة بإنهاء نزاعها مع حزب العمال الكردستاني داخل حدودها، لا على الأراضي العراقية.

 

حادث عرضي 

يأتي هذا الحادث الأمني قبيل فعالية رمزية في محافظة السليمانية، من المنتظر أن يقوم خلالها عدد من مسلحي حزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحهم، في إطار تنفيذ قرار الحزب بحل نفسه وإنهاء العمل المسلح. وتُجرى هذه الخطوة في منطقة رابرين، قرب مطار السليمانية، في مؤشر على توجه نحو الحل السياسي.

 

وعلّق الخبير في الشأن الكردي العراقي، سلام الجاف، على الحادث قائلاً إنه "عرضي" ولم يكن نتيجة هجوم مباشر من مسلحي الحزب، مؤكداً أن هذا التطور لن يؤثر على مسار عملية السلام. 

 

وقدّم العديد من أعضاء مجلس النواب سابقاً مطالبات عدّة إلى الحكومة العراقية، للعمل على إنهاء الاحتلال التركي للأراضي العراقية شمال البلاد وإنهاء المظاهر المسلحة والعمليات العسكرية، لكن دون تحرك جدي لغاية الآن.