"رصاص المناصب".. اعتقال لاهور شيخ جنكي يفتح جرح الاتحاد الوطني ويتسبب بمقتل 4 عناصر

اليوم, 12:30
185

شهدت محافظة السليمانية خلال الساعات الماضية تطوراً أمنياً خطيراً، تمثل في اقتحام قوة مسلّحة تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني أحد مقرات القيادي الكردي لاهور شيخ جنكي، أعقبته اشتباكات مسلحة عنيفة. 


ووفق المعلومات الأولية، فقد أسفرت المواجهات عن مقتل أربعة عناصر؛ ثلاثة منهم من منتسبي قوات البيشمركة، وواحد من أفراد حماية شيخ جنكي، قبل أن تنتهي العملية باعتقاله واقتياده إلى جهة غير معلنة.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



خلفية الصراع بين بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي


الخلاف بين الرجلين ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى سنوات مضت. فبعد وفاة جلال طالباني، مؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني، تولى ابن شقيقه لاهور شيخ جنكي أدواراً متقدمة في الملف الأمني، خصوصاً في مكافحة الإرهاب، وحظي بشعبية واضحة داخل صفوف الاتحاد الوطني وفي الشارع الكردي.


في المقابل، برز بافل طالباني، نجل جلال طالباني، كخليفة طبيعي لوالده في قيادة الحزب، وسعى إلى تعزيز سلطته عبر تحجيم نفوذ لاهور وإبعاده عن مراكز القرار.


الصراع بين الطرفين تفجر علناً عام 2021، حين أُقصي لاهور من رئاسة مشتركة للاتحاد الوطني ومن أجهزته الأمنية والإعلامية، بعد اتهامه بتجاوز صلاحياته. ومنذ ذلك الحين، ظل التوتر قائماً بين جناحي طالباني وشيخ جنكي، حتى عادت الأحداث الأخيرة لتكشف عمق الانقسام.


استخدام سلاح الدولة في الصراع الداخلي


الاشتباكات الأخيرة أثارت جدلاً واسعاً بشأن تسخير مؤسسات الدولة وقواتها الرسمية في معارك حزبية. فالقوة التي اقتحمت مقر شيخ جنكي تضم عناصر من البيشمركة، التي يفترض أنها قوة رسمية تابعة لحكومة إقليم كردستان، وليست طرفاً في نزاعات داخلية.


هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ سبق أن شهد الإقليم مواجهات مشابهة، مثل ما جرى مع عشيرة الهركي في مناطق نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث استُخدم السلاح في نزاعات خارج الأطر الرسمية، مما يعكس خطورة ظاهرة السلاح المنفلت داخل كردستان.


انعكاسات خطيرة على المشهد الكردي


مراقبون يرون أن اعتقال لاهور شيخ جنكي لن يكون نهاية الخلاف، بل قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من التصعيد داخل الاتحاد الوطني الكردستاني، وربما داخل الإقليم ككل، خصوصاً أن أنصاره ما زالوا فاعلين في المشهد السياسي والأمني.


كما أن هذه التطورات قد تنعكس على العلاقة بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي الكردستاني، في وقت يشهد فيه الإقليم خلافات مع بغداد بشأن الملفات النفطية والمالية.


ويرى آخرون أن استمرار عسكرة الخلافات الداخلية سيقوض صورة الإقليم كمنطقة مستقرة نسبياً، ويضعف موقفه التفاوضي أمام الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي.



اقتحام مقر لاهور شيخ جنكي وما رافقه من سقوط قتلى واعتقاله، يكشف بوضوح أن الصراع على المناصب والنفوذ داخل الاتحاد الوطني الكردستاني لم يُحسم بعد، وأن استخدام السلاح الرسمي في هذه النزاعات ينذر بمخاطر جدية على الأمن والاستقرار في إقليم كردستان.


ويحذر محللون من أن استمرار هذا النهج سيجعل الإقليم يواجه أزمة مزدوجة: انقسام سياسي داخلي من جهة، وفقدان السيطرة على السلاح من جهة أخرى، وهو ما قد يعيد رسم موازين القوى في المرحلة المقبلة.