الخطر يداهم سدود العراق.. جفاف في دوكان والموصل وانقطاع الكهرباء يلوح في الأفق
جرائم حرب مروعة.. قوات خاصة بريطانية أعدمت معتقلين وأطفالًا بدم بارد في العراق وأفغانستان
ما بعد قمة بغداد.. عام من الاشتباك مع الملفات العربية "الساخنة" بمناخ "مضطرب"!
قد تفجرها أمريكا أو الجولاني بأي لحظة.. تحذيرات من قنابل موقوتة داخل السجون السورية تهدد أمن العراق
بعد أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد، تبدأ رحلة أكثر تعقيداً من مراسيم الاستضافة، إذ تنتقل العاصمة العراقية من موقع التنظيم إلى مسؤولية التصدّي لملفات عربية شائكة بصفتها رئيساً للقمة لعام كامل.
ورغم الإشادة بحسن التنظيم، إلا أن اختبار العراق الحقيقي – وفق مراقبين - يكمن في قدرته على تحويل رئاسته إلى منصة فاعلة لمعالجة أزمات متشابكة مثل اليمن، والسودان، وغزة، وليبيا، ولبنان، في ظل مناخ إقليمي مضطرب وتوازنات دقيقة.
غياب عراقي
ويرى مختصون أن العراق، خلال السنوات الماضية، ظل بعيداً عن التفاعل المباشر مع الملفات العربية الكبرى، متجنباً الخوض في تفاصيلها، سواء من بوابة التدخل السياسي المباشر أو عبر النفوذ غير المباشر من خلال وسطاء.
وهذا الغياب، الذي ترافق مع انشغالات داخلية وأزمات متراكمة، جعل من حضوره الإقليمي محدوداً، بل أقرب إلى موقع "المتلقي" منه إلى "اللاعب"، ومع توليه رئاسة القمة، يجد العراق نفسه أمام فرصة لإعادة التموضع، واختبار قدرته على الانتقال من الهامش إلى قلب المشهد العربي.
بدوره، أكد النائب في البرلمان، محما خليل أن "القمة العربية الأخيرة مثلت محطة ناجحة في مسار السياسة الخارجية العراقية، وحظيت بدعم إقليمي ودولي واسع، ما يعكس، ثقة متنامية بقدرة بغداد على إدارة الملفات العربية بحكمة وهدوء".
وأضاف خليل أن "العراق بات يمتلك أدوات دبلوماسية ناعمة وخبرة تراكمية في التعامل مع الأزمات، مكّنته من أن يصبح مركز ثقة لجهات دولية متعددة"، مشيرًا إلى أن "بغداد تملك اليوم قنوات تواصل مفتوحة وإسنادًا من الدول الشقيقة، وهو ما يسمح لها بلعب دور محوري في جهود التهدئة الإقليمية".
ولفت إلى أن "العراق ليست تجربته جديدة في الوساطة، فقد سبق أن ساهم في تيسير الحوار بين طهران والرياض، والإسهام في حوار الولايات المتحدة مع إيران، إلى جانب جهود تقارب سابقة بين دمشق والرياض، وكلها جرت بهدوء وحققت نتائج ملموسة".
أزمات متراكمة
وتشهد الساحة العربية جملة من الأزمات، في طليعتها الصراع الدامي في اليمن، الذي دخل عامه العاشر وسط انسداد سياسي وتباين في مواقف القوى الإقليمية والدولية، ما جعله واحداً من أعقد النزاعات المعاصرة.
وفي السودان، تتفاقم المواجهات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع، متسببة في انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة، وواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في المنطقة، أما ليبيا، فلاتزال منقسمة بين حكومتين متنافستين، مع غياب توافق داخلي، وانكفاء دولي عن رعاية تسوية بين الجانبين.
وفي سوريا، وبعد الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر عام 2024، دخلت البلاد مرحلة دقيقة من الانتقال السياسي، وسط تحديات مركّبة تتعلق بغياب التوافق الوطني، وتدهور الخدمات، وانهيار جزئي في البُنى الأمنية والعسكرية، وفي غزة، تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، متسببة في أكثر من 60 ألف شهيد وآلاف الجرحى، وسط انهيار شبه تام للمنظومة الصحية والبنى التحتية.
من جانبه، أكد الباحث في الشأن السياسي، رمضان البدران أن "تسنم العراق لرئاسة القمة العربية لعام كامل يمثّل فرصة حقيقية لتعزيز حضوره في المحيط العربي، وتفعيل قنوات التواصل الجماعي والثنائي مع الدول العربية".
وأوضح البدران، أن "العراق تقدّم بعدة مقترحات ضمن خطة عمل واضحة، تشمل ما بين أربعة إلى ستة برامج استراتيجية لدعم القضايا العربية، وخصص لها مبلغ 40 مليون دولار كتمويل مباشر، في بادرة غير مسبوقة على صعيد الدعم العربي".
وأشار إلى أن "عدم وجود موقف عربي سلبي تجاه العراق يشكل فرصة نادرة للسياسة الخارجية العراقية، لتأدية دور بناء في القضايا الإقليمية، شرط الاستمرار في المتابعة والتنسيق لا الركون إلى البيانات الرمزية".