بين "الطشة" والتمثيل الانتخابي.. كيف استغلت "زينب جواد" اتهاماتها للحشد الشعبي؟
35 عامًا على غزو الكويت.. “خور عبد الله” يعيد فتح الجراح الحدودية بين العراق والكويت
مناصب في "مزاد" الأحزاب.. سفارات العراق تتحوّل إلى جوائز ترضية لـ"المتنفذين"!
معركة تشريع قانون الحشد الشعبي... سيادة تواجه التآمر
"إسرائيل" في مرمى الغضب العالمي.. طرد سياح وعقوبات مرتقبة وعزلة تتسع
في خضم التحضيرات الجارية للانتخابات البرلمانية المقبلة، أثارت المحامية المدعوة زينب جواد موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد توجيهها اتهامات مباشرة إلى هيئة الحشد الشعبي، زاعمة قيام جهات تابعة له بنشر صورها الشخصية بطريقة مسيئة.
استخدام "الشرف" لكسب التعاطف
بحسب مصادر خاصة من داخل مفوضية الانتخابات، فإن زينب جواد مرشحة ضمن تحالف "البديل" بترتيب انتخابي (تسلسل 16)، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول إمكانية استغلالها لهذا الجدل بهدف استقطاب تعاطف الناخبين، خصوصاً بعد أن قوبلت تصريحاتها بتفاعل واسع على السوشال ميديا تحت إطار "الطشة"، وهو المصطلح الشائع في العراق للدلالة على المواضيع الرائجة التي تجذب الانتباه بسرعة.
هذا التوقيت – المتزامن مع بداية الدعاية الانتخابية غير المعلنة – لا يبدو مصادفة، ففي كل موسم انتخابي، تظهر وجوه جديدة تسعى لكسب اهتمام الشارع بأي وسيلة، ومنها افتعال قضايا صادمة، واستثارة العاطفة العامة، خاصة بين الأوساط الشبابية والنسوية على منصات التواصل الاجتماعي.
ويشير مراقبون إلى أن "الحملة المفاجئة" التي شنتها المدعوة زينب جواد ضد جهة أمنية بارزة مثل الحشد الشعبي، لم تكن مدفوعة بحقائق، بقدر ما كانت مدفوعة بأجندة انتخابية هدفها تحشيد الرأي العام وكسب أصوات عبر إثارة العواطف واللعب على وتر المظلومية.
هذه الخطوة – التي تزامنت مع انطلاق موجات الدعاية المبكرة – تُفهم ضمن استراتيجية تعتمد على إثارة الرأي العام من دون سند قانوني، بل بالاعتماد على التفاعل الرقمي والاندفاع العاطفي لجمهور السوشال ميديا، الذي قد لا يطلب بالضرورة دليلاً بقدر ما يتأثر بالسرديات التي تمسّ قضايا "الخصوصية" و"الكرامة" و"الاستهداف الشخصي".
تحالف "زينب جواد"
ينتمي تحالف "البديل" الذي ترشحت زينب جواد تحت مظلته إلى التيار المدني والليبرالي المعارض، ويضم شخصيات سياسية معروفة بتوجهاتها المعارضة للأحزاب التقليدية، ومن أبرز أعضائه:
رائد فهمي – الحزب الشيوعي العراقي
عدنان الزرفي – حركة الوفاء
حسين الغرابي – البيت الوطني
سجاد سالم – حزب الاستقلال
سعد عاصم الجنابي – التجمع الجمهوري
رحيم الدراجي – حركة كفى
شروق العبايجي – الحركة المدنية
أحمد الوشاح – حركة شروع
ورغم الخطاب المدني الذي يتبناه التحالف، إلا أن بعض أوساطه لم تتردد في استخدام أدوات الضغط العاطفي والإعلامي لتحقيق تقدم انتخابي، خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة مع قوى تقليدية تمتلك قاعدة جماهيرية واسعة.
صورة بلا دليل.. واتهام بلا وثائق
من اللافت أن زينب جواد لم تلجأ إلى السبل القانونية، كرفع دعوى قضائية ضد الجهة التي ادعت تورطها بنشر الصور، أو تقديم بلاغ رسمي للجهات المعنية، واكتفت بتصريحات عبر مواقع التواصل والمنصات الإعلامية، ما جعل الأمر يبدو – بالنسبة لكثير من المتابعين – كجزء من "خطّة إعلامية انتخابية"، لا حملة دفاع عن الحق الشخصي أو القانوني.
الغياب التام لأي مستند أو دليل يعزز الشكوك حول صدقية ما ورد على لسانها، ويزيد من احتمالية أن تكون القصة برمّتها جزءًا من "سيناريو انتخابي مصمم بعناية" لاجتذاب التعاطف النسوي والشعبي، خصوصاً مع جمهور متأثر بالحملات التي تتحدث عن الظلم الاجتماعي وانتهاك الخصوصية.
وفي ظل هذا الكم من الجدل والتفاعلات، يبقى سؤال كبير ومُحرج مطروحًا أمام الرأي العام: هل بات بعض المرشحين في العراق يستخدمون قضايا الشرف والكرامة كأدوات انتخابية وهل أصبح اللعب على وتر "الضحية" أسرع طريق نحو صندوق الاقتراع؟ أم أن الصراع على السلطة أصبح يتطلب التضحية بالحقيقة من أجل الصوت الانتخابي؟