المندلاوي.. صوت الإصلاح الهادئ في طريق الانتخابات المقبلة

اليوم, 18:47
10

مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة، يزداد الحديث عن الشخصيات التي قد تحمل مشروعًا مختلفًا عن السائد، بعيدًا عن الشعارات المؤقتة والوعود المكررة. من بين هذه الأسماء يبرز محسن المندلاوي، النائب الأول لرئيس مجلس النواب، الذي استطاع خلال السنوات الماضية أن يترك بصمة واضحة في العمل البرلماني، تجمع بين الهدوء والحزم، وبين الواقعية والإصلاح.


منذ دخوله قبة البرلمان، اتّسم أداء المندلاوي بالرصانة والقدرة على بناء التفاهمات، بعيدًا عن الخطاب التصعيدي أو الشخصنة. وعندما كُلّف برئاسة البرلمان وكالةً، تعامل مع الملفات بحيادية ومسؤولية، ما جعل الكثيرين ينظرون إليه كشخصية تمتلك مؤهلات رجل دولة أكثر مما هي مجرد نائب سياسي.

قناة سنترال على منصّة التلغرام.. آخر التحديثات والأخبار أولًا بأوّل



اليوم، يستعد المندلاوي لخوض الاستحقاق الانتخابي القادم ضمن ائتلاف الأساس العراقي، وهو تحالف يسعى – بحسب ما يعلنه في لقاءاته الرسمية ومنشوراته على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعي – إلى إعادة الثقة بين المواطن والدولة من خلال مشروع وطني واقعي يقوم على إصلاح المؤسسات وتفعيل الدور الاقتصادي للمحافظات.

ويرى المندلاوي أن التغيير الحقيقي لا يأتي من الشعارات، بل من الإدارة الجيدة، والمحاسبة، ودعم الكفاءات الوطنية بعيدًا عن التحزب والمصالح الضيقة.


خلال زيارته الأخيرة إلى البصرة، أطلق المندلاوي أولى فعاليات تحالفه الانتخابي مؤكداً أن العراق بحاجة إلى “أساس قوي” لبناء دولة عادلة، وأن ثروات الجنوب يجب أن تُدار بعقل اقتصادي يضمن العدالة لبقية المحافظات. وهو طرح يعكس رؤية اقتصادية متقدمة، خاصة في ملفيّ المياه والاستثمار، اللذين يضعهما ضمن أولويات برنامجه الانتخابي.


كما ركّز المندلاوي في خطاباته على أهمية “هيبة الدولة وسيادة القانون”، مؤكداً أن المواطن يجب أن يشعر بالأمان في ظل دولة عادلة لا تخضع للمصالح أو الضغوط. هذه اللغة الهادئة والواضحة جعلته محل احترام من مختلف الكتل، حتى من خصومه السياسيين، لما يتمتع به من توازن في الطرح وبعد عن الخطاب الشعبوي.


ويرى مراقبون أن ما يميز المندلاوي هو جمعه بين التجربة البرلمانية والإدارة الاقتصادية، إلى جانب انتمائه إلى المكوّن الفيلي الذي لطالما سعى لإثبات حضوره الوطني بعيدًا عن التقسيمات الضيقة. وبذلك، يقدم نفسه نموذجًا للسياسي المتوازن الذي يفضّل العمل على الضجيج، والفعل على الظهور.


في مرحلة تتطلب الهدوء والحكمة أكثر من الانفعال، يبدو محسن المندلاوي أحد الأسماء التي يمكن أن تمثل خيارًا وطنيًا جادًا للمرحلة المقبلة، خصوصًا إذا ما استطاع تحويل خطابه الإصلاحي إلى واقع ملموس في الميدان.