بغداد ترد بحزم على "تهديدات نتنياهو": أي استهداف هو اعتداء على العراق بأكمله
حشود في تلعفر تغلق الطريق احتجاجاً على زيارة الحلبوسي
اليوم.. أربع مباريات في ختام الجولة الثالثة لدوري نجوم العراق
في قلب بغداد.. ساحة التحرير تهتف: عهد المقاومة باقٍ مع نصر الله
بعد خلاف لسنوات.. استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان عبر الخط العراقي التركي
في موقف رسمي حاسم، عبّرت الحكومة العراقية عن رفضها القاطع للتهديدات التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد فصائل عراقية، مؤكدة أن هذه التهديدات تمثل مساساً بسيادة العراق وتهديداً لاستقرار المنطقة، في الوقت نفسه، تبدو قيادة بعض الفصائل متأهبة وتعقد اجتماعات داخلية للتباحث في الردود الممكنة، فيما تصدر أصوات مراقبين تقول إن التهديدات لن تُضعف عزيمة هذه الفصائل أو تغيير استراتيجيتها الأساسية.
وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هدّد نتنياهو بالقضاء على قادة الفصائل العراقية، مبرراً ذلك بأن إسرائيل «نجحت في ردع هذه الفصائل» وأنها ستتخذ إجراءات حازمة إذا ما تعرضت لأي اعتداء، هذا الخطاب أثار ردود فعل متباينة على المستوى العراقي، بين الحكومة والفصائل المقاومة، التي وصفته بأنه «غير مقبول» و«فارغ من المضمون».
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في تصريح رسمي: إن تصريحات نتنياهو غير مقبولة ومرفوضة تماماً. العراق بلد ذو سيادة ولن يسمح بأن يكون ساحة لتصفية الحسابات أو تهديداً لأمن المنطقة. الاعتداء على أي عراقي هو اعتداء على العراق بأكمله». وشدد حسين على أن بغداد لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وستواجه أي تهديد يستهدف أمنها أو استقرارها.
على صعيد الفصائل، لم تصدر حتى الآن أي تصريحات موحدة، لكن حركة النجباء، التي تعد من أبرز الفصائل، عبّرت عن موقفها من خلال المتحدث الرسمي حسين الموسوي، الذي وصف خطاب نتنياهو بأنه «تهديد فارغ»، مضيفاً أن «نتنياهو يحاول الهروب من الواقع المرير الذي تعيشه دولته، التي تواجه خسائر متتالية أمام محور المقاومة».
وأكد الموسوي أن «خيارات الفصائل مفتوحة، وأنها أثبتت قوتها من خلال الهجمات الدقيقة بطائرات مسيرة وصواريخ على أهداف إسرائيلية وأميركية».
في سياق متصل، أكد نائب في تحالف الإطار التنسيقي المقرب من الفصائل العراقية، أن القيادات تعكف حالياً على عقد اجتماع لبحث الردود المناسبة على تهديدات نتنياهو. وأضاف أن «هذه التهديدات ليست جديدة، والفصائل كانت قد اتخذت مسبقاً إجراءات احترازية لمواجهة أي هجمات محتملة»، مشيراً إلى أن «الموقف الرسمي سيتبلور بعد الاجتماع، لكن الفصائل ملتزمة مع الحكومة بتجنب نقل العراق إلى ساحة نزاع».
ويأتي هذا التصعيد الكلامي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من الإفراج عن الإسرائيلية-الروسية إليزابيث تسوركوف في بغداد، والتي اعتُبرت عملية الإفراج عنها محاولة لتجنّب ضربة محتملة ضد العراق.
وكانت الفصائل العراقية قد نفذت منذ اندلاع الحرب في غزة العديد من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت مواقع إسرائيلية وأميركية، إلا أن هذه الهجمات توقفت بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في نوفمبر 2024، بالإضافة إلى الضغوط الداخلية والخارجية التي مورست على الفصائل، خصوصاً من قبل الحكومة العراقية.
تحليل الموقف
يرى محللون أن تصريحات نتنياهو تهدف في الأساس إلى تعزيز موقفه السياسي الداخلي المتأزم، ولا تُغير من حقيقة أن الفصائل العراقية تملك القدرة على الدفاع عن نفسها واستمرارية مقاومتها رغم التهديدات الخارجية.
يقول الدكتور علي الدليمي، الباحث في شؤون الأمن الإقليمي: «رغم خطورة هذه التصريحات، إلا أن الفصائل العراقية أثبتت مرونة في تعاملها مع مثل هذه التهديدات. العراق لا يرغب في حرب مفتوحة، لكن الرد سيكون حاسماً إذا تعرضت الأراضي أو الحركات المسلحة لأي اعتداء».
ويضيف الدليمي: «الحكومة العراقية تعمل منذ فترة على سياسة احتواء للتصعيد، وتحاول تجنيب العراق أن يكون ساحة مواجهة بين قوى إقليمية ودولية، وهو ما يفسر توقف الهجمات بعد وقف إطلاق النار الأخير».
وفي خضم هذه التوترات، تبقى أنظار المنطقة متجهة إلى العراق، حيث تتشابك الأبعاد السياسية والأمنية مع الملفات الإقليمية المعقدة. وتؤكد بغداد، من خلال موقفها الرسمي، تمسكها بسيادتها وحقها في حماية أراضيها وشعبها من أي تهديد أو اعتداء.